الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

"ميتافيرس" يثير المخاوف.. ماذا لو استخدم للهيمنة على الشعوب؟

"ميتافيرس" يثير المخاوف.. ماذا لو استخدم للهيمنة على الشعوب؟

شارك القصة

فقرة (أرشيفية) تناقش المخاوف من عالم "ميتافيرس" على الصحة العقلية والنفسية (الصورة: غيتي)
تعددت الدراسات حول تأثير "ميتافيرس" على الإنسان لكن الخبراء يحذرون الآن من إمكانية استخدام الكيانات الحكومية لهذا العالم الافتراضي كأداة لغسيل الأدمغة.

حذّر خبراء من أن "ميتافيرس" قد يشكل أداة لغسيل الدماغ، حيث يمكن للحكومات فرض هيمنة عامة عن طريق الحد من تجربة المستخدمين في العوالم الافتراضية، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

ويتصور مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، تخلي مليار شخص عن العالم الحقيقي من أجل عالم رقمي.

وبحسب الصحيفة، فقد ظهر "ميتافيرس" لأول مرة كفكرة في كتاب الخيال العلمي عام 1992 بعنوان "سنو كراش"، وهو عالم افتراضي يعيش فيه الناس ويعملون ويلعبون دون مغادرة منازلهم المريحة، ويعتقد الكثيرون أن هذا هو بالضبط ما تتجه إليه الحياة.

أداة للهيمنة العامة

وقد نقل موقع "ديلي ميل"، عن بريان شاستر الذي يملك 17 عامًا من الخبرة في "ميتافيرس" وخلق عالمه الرقمي الخاص Utherverse، قوله: "إن النسخة البائسة من ميتافيرس ستحدث إذا تم استخدامها لفرض الهيمنة العامة".

ويعتقد شاستر أن "ميتافيرس" على بعد سنوات من الاكتمال، ويمكن استخدامه للشر إذا وقع في الأيدي الخطأ.

وعلى الرغم من أن هذا العالم يبدو بعيد المنال، إلا أن أجزاء مما يمكن أن يكون موجودة في واقعنا.

وكمثال على ذلك، قدم شاستر ما تفعله الصين حاليًا من خلال درجات الائتمان الاجتماعي والتعرف على الوجوه، مما يمنح شعبها مكافآت لكونه مطيعًا أو عواقب عدم الامتثال.

وقال: "تخيل أن هذا النظام يمكن تشغيله بمعرفة كاملة بحركة وسلوك كل شخص، بالإضافة إلى كل كلمة يقولها، وكل كلمة يسمعونها وتتبع كل جزء من المال ينفقونه وما اشتروه". 

وفي حين أن هذا قد يخيف الناس من الدخول في العالم افتراضي، أشارت عالمة الأحياء العصبية في جامعة ماريلاند، لونا كولوكا إلى أن الواقع الافتراضي يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون من أمراض جسدية أو عقلية، حيث يمكن للناس أن يغيروا مظهرهم حسب الرغبة من خلال تغيير الصورة الرمزية ما يتيح لهم تجربة الحياة من وجهات نظر مختلفة. 

دمج الواقع بالعالم الافتراضي

لكن شاستر أعرب عن قلقه من أن قضاء الكثير من الوقت في "ميتافيرس" قد يطمس الواقع الحقيقي بالافتراضي.  ورأى أن الواقع الافتراضي هو الحيلة النهائية للدماغ، فمن خلال ربط سماعة الرأس، ينتقل المستخدم إلى عالم من العجائب الرقمية حيث يكون كل شيء ممكنًا ، ولكن هذا يسبب ارتباكًا في الدماغ لأن ما يراه في ميتافيرس لا يتناسب مع تجارب الحياة الواقعية.

كما ربطت عدة دراسات بين قضاء الوقت الطويل أمام الشاشة بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب، لكن القائمين على هذه التكنولوجيا يعتبرون أن الآثار الجانبية المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة ما تزال قيد التكهنات والمراقبة، لاسيما وأن مفهوم "ميتافيرس" لا يزال في مرحلته الأولى.

اللعب على الرغبات 

وكان الباحث واختصاصي في علم الاجتماع، الدكتور سعيد نجدي، قد أشار في حديث سابق إلى "العربي" إلى أن الترويج الإعلامي لميتافيرس يتم من خلال اللعب على الرغبات، ولذلك ربط الموضوع بالصحة العقلية، حيث الفرد يعيش في وهم مؤقت ثم يعود إلى الواقع. واعتبر أن هذه التقنيات ترتبط برأس المال الذي يلعب على رغبات الإنسان.

كما أكّد نجدي أن ما يولد المشكلة هو التحول إلى الإدمان والذي لا يمكن تعويضه في أمور أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- ترجمات
Close