أصبحت مشاهد تكدس أكوام النفايات ومياه الصرف الصحي مألوفة لقاطني الخيام، لتصبح المخيمات بيئة حاضنة لقوارض وحشرات وروائح كريهة، تشكل مصدرًا رئيسيًا للأوبئة والأمراض في مخيمات النازحين السوريين.
هذا الواقع الأليم، دفع العوائل النازحة في مخيمات الشمال السوري إلى مناشدة منظمات إنسانية لإنشاء منظومة صرف صحي وإزالة أكوام القمامة، للتخلص من بؤر الأوبئة، وتوفير مياه نظيفة لهم، إلا أن هذه المناشدات لم تجد أذنًا صاغية حتى الساعة.
انعدام أدنى مقومات الرعاية الصحية
ويؤكد عبد الله محمود النازح من ريف حلب حاجتهم الملحة إلى منظومة صرف صحي ومنظفات وغيرها من الأمور الأساسية، وسط توسع انتشار الكوليرا والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض المعدية.
في هذا السياق، تشير تقارير طبية محلية إلى أن 20 % من نازحي المخيمات أصيبوا في عدوى جلدية وجلهم أطفال، لتتضاعف هذه المعاناة على وقع انعدام الرعاية الصحية الملائمة وانخفاض مستوى الدعم المقدم من المنظمات.
أما النازح من ريف حلي مصطفى العلي، فيقول: إن هذه المشكلة كبيرة جدًا وتهدد سكان المخيمات العاجزين عن إنشاء نظام صحي سليم.
كما كشف تقرير لفريق منسقي استجابة سوريا، أن استخدام مياه ملوثة بين النازحين رفع احتمالية العدوى بأمراض جلدية وتنفسية، وإن 78 % من المخيمات تفتقر إلى دورات مياه مناسبة، وشبكات صرف صحي.
تفشي الكوليرا في سوريا
يغرق هذا الواقع المرير النازحين، بين أكوام القمامة ومياه ملوثة وانعدام لأدنى مقومات الحياة، بانتظار من ينقذهم من وباء يقترب ليقتحم خيامهم في أي لحظة.
ومما زاد واقعهم مرارة أكثر،د ارتفاع أعداد الإصابات بالكوليرا في المناطق السورية عمومًا، ويظهر هذا المرض عادةً في مناطق سكنية تعاني شحًا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبًا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
وتسجّل سوريا منذ أسابيع إصابات بالكوليرا في محافظات عدة للمرة الأولى منذ عام 2009، وبعدما أدى النزاع المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.