كان أنصار الرئيس الأميركي جو بايدن يأملون أن تؤدي المناظرة التي جرت مساء أمس الخميس مع المرشّح الجمهوري دونالد ترمب، إلى تبديد المخاوف من أنّ عمر الرجل البالغ 81 عامًا، لا يسمح له بشغل المنصب لولاية رئاسية أخرى.
وبعدما طالب بايدن نفسه بهذه المواجهة مع سلفه الجمهوري في مثل هذا الوقت المبكر من الحملة، ضيّع الرئيس الديموقراطي فرصة أساسية لطمأنة ملايين الأميركيين بشأن حالته الصحية والذهنية، خاصة مع صوته الأجشّ وأدائه المتردّد في بعض الأحيان.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في أتالانتا عبد الرحمن البرديسي بأنّ الحزب الديمقراطي يشعر بخيبة أمل كبيرة من الأداء الضعيف الذي بدر من بايدن، حتى أنّ نائبة الرئيس كامالا هاريس أكدت أنّه "بدأ المناظرة بضعف"، لكنّ رأت أنه "أنهاها بقوة".
ونقل مراسلنا عن استطلاع أجرته شبكة "سي أن أن" بعد المناظرة مباشرة، أنّ 67% ممن شاهدوا المناظرة وجدوا أنّ ترمب هو الذي فاز فيها.
ويتطلّع الديمقراطيون إلى أنّ يتحسّن أداء بايدن خلال المناظرة المقبلة في 10 سبتمبر/ أيلول المقبل.
خيبة أمل ديمقراطية من أداء بايدن
وفور انتهاء المناظرة، انتشرت في الصحافة الأميركية ردود الفعل الهلعة ودعوات من ديموقراطيين إلى انسحاب بايدن.
وأقرّت كايت بيدينغفيلد مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن، بأنّ "أداء الرئيس خلال المناظرة كان مخيبًا للأمل حقًا، ليس هناك طريقة أخرى لقول ذلك".
كما قال الخبير السياسي لاري ساباتو: "كانت هذه كارثة بلا أي شك".
من جهتها، رجّحت الجمهورية نيكي هايلي التي نافست ترمب في الانتخابات التمهيدية والتي يسعى الطرفان لاستمالة ناخبيها، أنّ بايدن لن يكون "مرشّح الديموقراطيين في الانتخابات"، وحضت حزبه على "لزوم الحذر".
غير أن سيناريو اختيار مرشح آخر يبقى في الواقع مستبعدًا تمامًا، ومن المتوقع ما لم تحصل مفاجأة كبرى أن يُعين الحزب الديموقراطي رسميًا بايدن مرشحًا له للرئاسة عند عقد مؤتمره في شيكاغو في منتصف أغسطس/ آب المقبل.
سباق اجتذاب تأييد الجمهور
ولا شكّ أنّ أداء بايدن الرديء سيُشكّل منعطفًا في الحملة التي شهدت حتى الآن منافسة شديدة بين المرشحين ولا سيما في الولايات التي يمكن أن ترجح كفة الانتخابات؛ غير أنّه من الصعب معرفة ما إذا كانت المناظرة ستحدث تغييرًا جذريًا في بلد يشهد استقطابًا سياسيًا عميقًا.
ويبقى الرهان هائلًا في ظل التقارب في التأييد للمعسكرين، حيث أنّه إذا نجح أي من المرشحين في جذب بعض الناخبين المستقلّين، فهذا قد يكفي لإعطائه الأفضلية على خصمه في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
غير أنّ الدعاوى القضائية التي يُواجهها ترمب قد تؤثر على مجرى الانتخابات، حيث يُصدر القضاء بعد أسبوعين عقوبته على الرئيس السابق بعد إدانته بـ 34 تهمة.
ويُواجه الرئيس السابق نظريًا عقوبة بالسجن في هذه القضية، ولو أنّ هذا يبدو مستبعدًا.
كما ستبتّ المحكمة العليا قريبًا في ما إذا كان يتمتّع بحصانة جنائية تُلغي الملاحقات بحقّه بشأن محاولاته لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020 بصورة مخالفة للقانون، وهي مسألة قد تُحسم اعتبارًا من الجمعة.