كشف رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أليكسي دانيلوف، عن تعرّض الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لخمسة محاولات اغتيال منذ بدء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا قبل أكثر من ثلاثة أشهر ونصف.
جاء الكشف عن تفاصيل عمليات الاغتيال في اليوم الذي تشهد فيه مناطق شرقي أوكرانيا تصاعدًا في القتال بين القوات الأوكرانية والروسية لا سيّما في مدينة سيفيرودونيتسك المحاصرة.
"5 محاولات منفصلة للاغتيال"
وأوضح دانيلوف لصحيفة "ذا غلوب آند ميل" الكندية، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا شمل 5 محاولات منفصلة لاغتيال زيلينسكي، جميعها في أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس/ آذار.
ولم يكشف المسؤول الأوكراني عن تفاصيل الهجمات، بيد أنه قال في بدايات الحرب إنّ وحدة من المقاتلين الشيشان تم تكليفهم بقتل زيلينسكي إلا أنه "تم القضاء عليهم بالكامل".
وأصبح زيلينسكي رئيسًا لأوكرانيا عام 2019، وقبل توليه المنصب كان يمتهن التمثيل ولعب دور رئيس الدولة على شاشة التلفزيون في سلسلة "خادم الشعب" الشهير الذي يحاكي الواقع الحالي للبلاد.
ويتمسك الرجل البالغ من العمر 44 عامًا والذي ارتدى بدلته العسكرية منذ بداية الحرب وحرص على الظهور فيها، بالدفاع عن بلاده، وكثيرًا ما تنقل على الخطوط الأمامية للمعارك.
ولد زيلينسكي في 25 يناير/ كانون الثاني 1978 ونشأ في كريفي ريه، وهي منطقة ناطقة بالروسية في جنوب شرق أوكرانيا. وزيلينسكي هو يهودي ومتزوج من أولينا كياشكو، التي كانت زميلته على مقاعد الدراسة، وأب لطفلين. تخرج من جامعة كييف الاقتصادية الوطنية عام 2000 بدرجة في القانون.
لكن زيلينسكي قرر ممارسة مهنة مختلفة، فقد هوى التمثيل. فشكّل فرقة الكوميديا "كفارتال 95" مع ممثلين آخرين عام1997. وبدأت المجموعة عام 2003 بإنتاج برامج تلفزيونية.
واليوم السبت، قام زيلينسكي الذي نادرًا ما يتنقل خارج العاصمة منذ بدء الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، بزيارته الأولى لمدينة ميكولايف الساحلية في جنوب أوكرانيا، وعقد اجتماعًا مع مسؤولين محليين في المدينة التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية لكنها قريبة من خيرسون التي يحتلها الروس.
عملاء مزدوجون
وسبق أن ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أنه جرى إرسال مرتزقة من مجموعة "فاغنز" المدعومة من الكرملين والقوات الخاصة الشيشانية لقتل الرئيس الأوكراني منذ بدء الهجوم الروسي على بلاده.
وتم إحباط مخطط الاغتيال من قبل أعضاء مناهضين للحرب داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الذين نبهوا المسؤولين الأوكرانيين.
وكان زيلينسكي قد أعلن بأنه "الهدف الأول" خلال كلمة وجهها إلى الأمة، وأخبرهم أن القوات الروسية الخاصة كانت تلاحقه.
وعندما عرضت الولايات المتحدة إخراجه، قال زيلينسكي للرئيس جو بايدن: "أنا بحاجة إلى ذخيرة، وليس لتوصيلة".
وتلقى الرئيس الأوكراني دعمًا شخصيًا من قادة وزعماء غربيين عبر زيارة كييف، وآخرها الخميس الماضي، حينما زاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، لإظهار الدعم لأوكرانيا. وانضم إليهم في وقت لاحق الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.