منع المصلين من دخول الأقصى.. تنديد فلسطيني وعربي باقتحام بن غفير
منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع اقتحام مئات المستوطنين بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن قوات الاحتلال منعت المصلين الموجودين على أبواب المسجد الأقصى من دخوله، وأجبرت من في باحاته على الخروج، وذلك بالتزامن مع استباحة مئات المستوطنين منذ ساعات الصباح له، بينهم وزراء وأعضاء كنيست.
وكان مستوطنون قد نفذوا مسيرات استفزازية ليلة أمس في محيط الأقصى المبارك، وداخل البلدة القديمة، بحماية شرطة الاحتلال.
"غطاء رسمي لخطط التهويد"
إلى ذلك، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الخميس، باقتحام مستوطنين، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية في بيان أن "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى عمل استفزازي وغطاء رسمي لخطط التهويد وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم".
كما حمّلت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المسؤولية "الكاملة والمباشرة عن هذا الاقتحام الاستفزازي"، داعية إلى تدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على تهويد القدس، بما فيها الأقصى، وطمس هويتها الإسلامية والعربية، ويتمسكون بالمدينة عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل لها عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
ومشددةً على أن الاقتحام يمثل "تصعيدًا خطيرًا بالأوضاع"، دعت الخارجية الفلسطينية الإدارة الأميركية إلى "ترجمة مواقفها إلى أفعال تجبر دولة الاحتلال على وقف إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية".
تنديد فصائل فلسطينية
وكانت وزارة شؤون القدس الفلسطينية، قد أكدت في بيان، أنه "ما كان لبن غفير وما يُسمى وزير النقب يتسحاق فاسرلاوف اقتحام المسجد بدون موافقة من حكومة الاحتلال التي تريد تصدير أزماتها الداخلية".
كما أدانت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، اقتحام المستوطنين الجديد للمسجد الأقصى.
وأكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم أن هذه الاقتحامات "تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على القدس والأقصى".
وقال قاسم: إن "الاقتحامات استفزاز لمشاعر الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية، واستهتار من الاحتلال بالمنظومة العربية الرسمية والشعبية، وشعبنا لن يسمح للعدو بتمرير مخططاته في المسجد الأقصى".
وشددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أن "ما يجري في الأقصى جزء أساسي من الهجمة الإسرائيلية العدوانية المستمرة ضد القدس والمقدسات".
ودعت الجبهة الفلسطينيين إلى "التوجه للمسجد الأقصى غدًا الجمعة، وحمايته من المستوطنين ومنعهم من اقتحام ساحاته"، وحثت المجتمع الدولي على "اتخاذ موقف صريح (...) والخروج من دائرة الانحياز لإسرائيل".
تنديد عربي
وفي سياق المواقف العربية، فقد أدانت وزارة الخارجية الأردنية، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية، محذرة من التبعات الخطيرة للسماح للمتطرفين باقتحام الأقصى وممارساتهم الاستفزازية.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين تمثل خطوة استفزازية وخرقًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مشددًا على أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس المحتلة.
وأضاف: أن استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها تهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن "إدانة واستنكار المملكة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين لباحة المسجد الأقصى".
وأكدت الخارجية السعودية أن "هذه الممارسات الممنهجة تعتبر تعديًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم".
وحمّلت السعودية "قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات، مشددة على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع"، بحسب بيان الخارجية.
أما دولة قطر فقد أدانت اقتحام الوزير الإسرائيلي للمسجد الأقصى، محذرة من تجدد تصعيد تل أبيب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، "ندين بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بأداء طقوس تلمودية في باحاته تحت حماية سلطات الاحتلال".
واعتبرت ذلك الاقتحام "انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة".
وأكدت أن "المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم".
وحملت الوزارة "سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن هذه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك"، وحثت "المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات".
وكان وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير قد اقتحم صباح اليوم الخميس الأقصى في حراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وتجول في باحاته برفقة مستوطنين.
وهذا هو الاقتحام الثالث للوزير المتطرف للأقصى منذ تسلمه منصبه بداية العام الجاري.
وأدى الاقتحامان السابقان، في يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار الماضيين، لانتقادات دولية وعربية وإسلامية واسعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية.