يُسبب ضرب الطفل لوالديه إحراجًا لهما أغلب الأحيان، وقد يظن البعض أن لجوء الطفل إلى العنف ليس إلا بسبب فشلهم في تربيته وطريقة تعاملهم معه. فما هي أسباب سلوك الطفل العنيف؟ وكيف يجب أن يتعامل الآباء مع الأمر؟
تؤكد الاختصاصية النفسية والتربوية سامية جبري، أن التنشئة الأسرية تُعتبر أساس سلوك الطفل (الطبيعي أو العنيف)، مبينة أهمية اهتمام الأهل بطفلهم وتقديم العطف والحنان اللذين يحتاج إليهما، مؤكدة أن هذا الجانب يؤثر على سلوكيات الأطفال أيضًا.
وتشدّد الاختصاصية النفسية في حديث إلى "العربي" من عمان، على أهمية الأسلوب التربوي المتبع مع الطفل، ولا سيّما عند الحديث معه عن أهمية الاحترام والتهذيب وإيصال المعلومة إليه بطريقة سلسلة ومرنة، على أن يراعي الأسلوب عمر الطفل.
بالإضافة إلى الحوار، يكتسب الطفل سلوكياته بحسب جبري بالملاحظة أيضًا، ولا سيما إذا كان الجو الأسري يتضمن العنف الجسدي أو اللفظي، مما يُسهم في استخدام الطفل لغة الضرب.
وتحذر جبري الأهل من ازدياد العنف لدى الطفل، مشيرة إلى أنه يجب الانتباه إلى انتقال سلوكه العنيف إلى آخرين أو حتى إلى أقرانه في المدرسة.
وتنصح الأهل باستشارة الاختصاصي النفسي عند تفاقم الحالة، حيث يعمل الاختصاصي على تقييم سلوك الطفل ووحدته والمؤثرات المحيطة به للوصول إلى استراتيجية خاصة بتعديل السلوك يتبعها الأهل والمدرسة معًا، معتبرة أن لكل طفل حالة خاصة به يجب التعامل معها على هذا الأساس.