من بطاقة هنية إلى منزل السنوار.. الاحتلال يروج لانتصارات وهمية في غزة
يروج جنود الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في العدوان البري على قطاع غزة لبعض الصور ومقاطع الفيديو على أنها "إنجازات وبطولات"، لكن سرعان ما تتحول إلى مادة ساخرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي إحدى تلك المقاطع المصورة، يظهر جندي إسرائيلي في يده بطاقة ائتمانية، تعود لشخص باسم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، ويقول الجندي في مقطع الفيديو: "بطاقة إسماعيل هنية، تركها وهرب، كتيبة 933 ستصل إليك".
بطاقة بنكية
ويظهر الجندي الإسرائيلي محتفيًا بالبطاقة وكأنها انتصار عسكري، ويتابع: "عندما قلنا إننا سنصل إليك، فقد قصدنا ذلك، هربتم مثل الجبناء، ووصلنا حتى إلى بطاقتك الائتمانية، بطاقة إسماعيل هنية، تركها وهرب"، حسب قوله.
لكن ناشطون من قطاع غزة، سرعان ما فندوا الادعاء، بأن البطاقة لا تعود إلى رئيس المكتب السياسي لحماس، بسبب اختلاف اسم جد حامل البطاقة.
فقد قال الناشط أيمن بن محمد: "لكن هذه ليست لإسماعيل هنية رئيس مكتب السياسي لحماس، فهو اسمه الكامل إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، وفي فلسطين يكتب الاسم الأول والأخير والأسماء الوسطى تكتب أول حرف من اسم الأب، والجد".
وأوضح الناشط: "كتب على هذه البطاقة، MR ISMAIL M. T. HANIA، وليس MR ISMAIL A. A. HANIYA، لاحظ اختصار اسم الأب والجد".
منزل يحيى السنوار
وتواصل إسرائيل بعد أكثر من شهرين على الحرب على قطاع غزة، حملة بحثها عن انتصار عسكري، فقبل أيام أعلن رئيس الوزراء في تل أبيب، بنيامين نتنياهو، محاصرة منزل زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي لا يسكنه أصلًا.
وقال نتنياهو: "قد لا يكون متحصنًا في منزله، قلت أمس إن قواتنا يمكن أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة، واليوم نحاصر منزل السنوار ويمكنه الهروب، لكن هذه مسألة وقت فقط حتى أن نلقي القبض عليه".
وبعد تصريح نتنياهو، خرج المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري، ليؤكد أن السنوار ليس موجودًا في منزله، وقال: "منزل السنوار يقع بمنطقة خانيونس، والسنوار ليس فوق الأرض بل تحت الأرض، ومهمتنا هي العثور على السنوار وقتله"، وفق تعبيره.
"إيصال لشراء مجوهرات"
وسرعان ما أثار الأمر موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال ناشط يدعى طارق: "أغبى خبر يجري تناقله كعنوان في المواقع الإخبارية الإسرائيلية، هو محاصرة منزل السنوار، وكأن هذا الأخير انتظرهم وحين تأخروا ذهب في مشوار، سامحك الله يا أبو إبراهيم".
ومن جملة الادعاءات الإسرائيلية، كان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، قد نشر قبل أيام صور إيصالات بمبالغ كبيرة ادعى أنها لنجل إسماعيل هنية.
وقال أدرعي في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري: "هذه بعض الإيصالات التي عثر عليها في منزل فلسطيني، خلال العملية البرية، إنها معاملات الشراء بعشرات الآلاف من الدولارات مقابل مجوهرات اشتراها معاذ إسماعيل هنية"، حسب زعمه.
وبعد إخفاقها حتى الآن، في الوصول إلى قادة حماس، تروج الدعاية العسكرية للاحتلال، هذه الأحداث على أنها إنجازات يحتفي بها الإعلام الإسرائيلي ويسوقها نصرًا عسكريًا، بينما يجري العبث بممتلكات الناس الخاصة ومعطياتهم الشخصية.