أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الخميس، أن المقاومة في قطاع غزة مستعدة لحرب طويلة مع الجيش الإسرائيلي، قائلًا: "إن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول".
جاء ذلك في كلمة مصورة، أشاد فيها هنية بصمود الشعب الفلسطيني وتضافر جهود فصائل المقاومة "من أجل تشتيت قدرات الجيش الإسرائيلي وإضعافه على جبهات متعددة".
ومنذ 41 يومًا، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على غزة، خلّف 11 ألفًا و500 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلًا عن 29 ألفًا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
"نفسنا أطول من نفس عدونا"
وقال هنية: "إن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول من نفس عدونا وستكون لمقاومتنا فيها الكلمة الفصل"، مشيرًا إلى أن المقاومة "تخوض مع العدو الصهيوني صراعًا إستراتيجيًا لن نكون فيه إلا منتصرين".
وأشار إلى "الانتصارات التي تحققها عناصر المقاومة على الأرض في قطاع غزة"، مضيفًا: "أبطال المقاومة يسطرون على أرض غزة صفحات مجد عزَّ نظيرها في البطولة والشجاعة والإقدام، ويوجهون ضرباتهم الموجعة لجيش عدونا ولآلياته".
وتابع: "سوف يرى العالم كتائب القسام وفصائل المقاومة وهي تدحر الاحتلال (الإسرائيلي) من قطاع غزة كما دحر قبل 18 عامًا، ولن يحصد إلا المزيد من الفشل، والخيبة والانكسار".
واعتبر هنية أن سكان قطاع غزة والمقاومة "أفشلا أهداف العدو ومخططاته في التهجير أو استعادة الأسرى بالقوة".
كما أشار إلى أن الشعب الفلسطيني في الضفة يواصل التحدي ومواجهة الاحتلال والوقوف في وجه مستوطنيه، واحتلاله العسكري، وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقال ومصادرة وإرهاب.
ونبه إلى أن العدو يشن حربًا على المستشفيات في غزة في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقيم الإنسانية وكان آخرها ما وصفه بالهجوم الوحشي وما زال على مجمع الشفاء الطبي مستندًا إلى الأكاذيب التي افتراها، ويسعى إلى تسويقها وقد ثبت بطلانها سواء كان في مستشفى الشفاء أو مستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال.
تنفيذ قرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة
وعلى صعيد آخر، دعا هنية إلى تنفيذ قرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض قبل أيام، ولا سيما المتعلقة بـ"وقف العدوان وكسر الحصار فورًا عن قطاع غزة، وحماية المقدسات، وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال".
ولفت إلى أهمية "سرعة انعقاد اللجنة المكونة من عدد من الدول والمكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة".
وتوجه إلى القادة العرب والمسلمين بقوله: إن "قوى المقاومة الفلسطينية هي قوة لكم وذخر، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو ومواجهة تهديداته هي عنصر قوة أمة بأكملها وليس للشعب الفلسطيني وحده، ووجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتهديداته بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة".
كما أشار هنية إلى القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بخصوص العدوان على غزة ورفضه الاحتلال فورًا؛ في تأكيد على سياسته الواضحة بعد نفسه كيانًا فوق القانون ويستمر في تعطيل الإرادة الدولية التي تم تثبيتها في تصويت الجمعية العامة قبل أسبوعين.
وقال هنية: "كان ينبغي أن يتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن أمس إدانة حصرية ومباشرة لجرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي الضفة على مدار الساعة، كذلك انتهاكه للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية خاصة المتعلقة بحالة الحرب".
وأكد أهمية إجبار الاحتلال على وقف العدوان، وفتح المعابر وسرعة إيصال المساعدات لسد احتياجات القطاع وإنهاء الحصار عنه بشكل نهائي، والإقرار بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكل ذلك دون قيد أو شرط باعتباره حقًا أصيلًا لشعبنا مكفول بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.
وتوجه هنية للاحتلال قائلًا: "حركة حماس حركة متجذرة في أرضها ملتحمة بشعبها ولن يستطيع العدو وكل من تحالف معه وشاركه عدوانه تغيير الواقع في قطاع غزة".
وأضاف: "فليسوّف العدو الأوهام كيف يشاء، ويرفع سقف أهدافه كما يريد، فسيتحطم ذلك كله بإذن الله ثم بإرادة شعبنا وبسالة مقاومتنا وإسناد أمتنا وكل أحرار العالم وعلى صخرة الواقع والحقيقة".
وتابع: "أؤكد وأقول وليسمعنا العالم أجمع بأن صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين؛ هو الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة المستقلة".
ووجه هنية التحية للشعب الفلسطيني، كما وجه التحية لشعوب الأمتين العربية والإسلامية التي ما هدأ تفاعلها وحراكها نصرة للشعب الفلسطيني ودعمًا للمقاومة.
وخاطف الأمة جمعاء قائلاً: إن "غزة قدمت نموذجًا في تاريخ الأمة الإسلامية لم يوجد منذ أكثر من 100 عام، ومن رحم المعاناة وأنياب الحصار فتحت غزة الباب واسعًا للتحولات الإستراتيجية على صعيد القضية والمنطقة وصنعت وكتبت التاريخ وضربت الضربة الكبرى في أسس المشروع الصهيوني".
وأضاف هنية: ولذلك فإن نصرة غزة بالمال والسلاح والجهاد يجب أن يتجاوز كل المعيقات مهما كانت، فلا عذر لقاعد أو راضٍ بالقليل من الجهد والعمل في معركة طوفان الأقصى وهي معركة الأمة جمعاء ولا بد أن تتوحد كل الجهود، والاندفاع بلا تردد نحو الخيارات الجريئة.
ووجه تحية لأحرار العالم الذين يملؤون الشوارع والساحات ويمارسون الضغوط على زعمائهم وحكوماتهم للتوقف عن دعم العدوان ووضع حد لجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما وجه التحية لجبهات المقاومة الساخنة التي تسهم في هذه المعركة على طريق التوازن الإستراتيجي، والمطلوب الضغط على العدو، حسب قوله.