أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مثوله أمام محكمة فدرالية في واشنطن، يوم أمس الخميس براءته من تهم التآمر على المؤسسات الأميركية، بعد يومين على اتهامه بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وأجاب الملياردير الجمهوري في جلسة المحاكمة بأنه غير مذنب، وذلك عندما قرأت القاضية موكسيلا أوباديايا التهم، وأحكام السجن القصوى المرتبطة بها.
"يوم حزين جدًا"
وتحدث ترمب إلى صحافيين في مطار ريغان الوطني، قبل مغادرته واشنطن على متن طائرته الخاصة، وندد بـ"يوم حزين جدًا" للولايات المتحدة، معتبرًا أنه يتعرض للاضطهاد باعتباره "خصمًا سياسيًا".
وأضاف: "هذا اضطهاد للشخص الذي يتقدم بنسب عالية جدًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ويتقدم (على الرئيس جو) بايدن كثيرًا". وتابع: "إذا لم تتمكن من هزمه، فاضطهده أو قاضِه"، مردفًا: "لا يمكننا أن ندع هذا يحدث في أميركا".
وتشير لائحة الاتّهام الواقعة في 45 صفحة والتي نُشرت الثلاثاء، خصوصًا إلى وجود "مشروع إجرامي"، وتتّهمه بتقويض أسس الديمقراطيّة الأميركية من خلال محاولة تغيير عمليّة فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أميركي.
#ترمب يمثل أمام المحكمة الفيدرالية في #واشنطن بعد توجيه تهم "خطيرة" ضده#للخبر_بقية#أميركا pic.twitter.com/QMerr5IQnc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 3, 2023
"التهم الأخطر"
وتتعلق الدعوَيَين الجنائيّتين السابقتين المرفوعتين ضدّه هذا العام، بتهمة الاحتيال المرتبط بشراء صمت ممثّلة أفلام إباحيّة، وتعريض الأمن القومي للخطر من خلال سوء تعامله مع وثائق سرّية، على التوالي بالفترة السابقة لولايته وما بعدها.
وهذه هي المرة الثالثة خلال أربعة أشهر، التي يمثل فيها ترمب أمام المحكمة، ووُصفت هذه التهم بـ"الأخطر"، حيث من الممكن أن تؤدي إلى بقاء الرئيس السابق مدة طويلة في السجن إذا أُدين في أي منها.
والمحكمة التي وجهت فيها التهم لترمب تقع قرب الكابيتول، مقرّ الكونغرس الأميركي الذي اقتحمه مئات من أنصاره لمنع التصديق على فوز منافسه الديموقراطي جو بايدن في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021. وقالت القاضية موكسيلا أوباديايا: "يمكنني أن أؤكد للجميع أنه سيكون هناك مسار ومحاكمة عادلة".
"ليسوا ملوكًا"
وخلال وقت سابق من أمس الخميس، اتهم ترمب مجددًا خلفه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، بالوقوف وراء الدعاوى القضائية الجديدة لإبقائه خارج سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024. وأشار على منصته "تروث سوشال" إلى أنه ملاحق على خلفية "الطعن في انتخابات فاسدة ومزورة ومسروقة".
وكُتب على لافتة حملها متظاهر خارج قاعة المحكمة: "الرؤساء ليسوا ملوكًا"، في إشارة إلى جملة قالتها القاضية تانيا شوتكان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عندما رفضت طلب ترمب منع كشف معلومات عن تصرفاته أثناء اقتحام مبنى الكابيتول.
الرئيس الأميركي السابق دونالد #ترمب يمثل أمام المحكمة في العاصمة #واشنطن، في مواجهة تهم تتعلق بالانتخابات الرئاسية لعام 2020#أميركا @ReemaAHamdieh pic.twitter.com/w3wlwuBvD2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 3, 2023
وكتب ترمب في وقت سابق: "الديموقراطيون لا يريدونني مرشحًا ضدهم، وإلا لما استخدموا القضاء سلاحًا على هذا النحو غير المسبوق".
من جهته، يقضي بايدن إجازة في منتجع بولاية ديلاوير على الساحل الشرقي، وقد أكد لشبكة "سي إن إن" أنه لن يتابع التقارير عن مثول خصمه المحتمل في انتخابات عام 2024.
الأوفر حظًا
وقبل أكثر من أربع وعشرين ساعة من بداية جلسة المحكمة، انتشرت كاميرات وشاحنات الأقمار الصناعيّة التابعة لوسائل الإعلام المحلّية والدوليّة في الساحة أمام المحكمة، تحت أنظار المارّة والسيّاح. ومنذ الفجر، اصطف نحو مئة صحافي لدخول المحكمة بينما أقيمت حواجز أمنية في محيط المبنى، ونصبت مثلها حول مبنى الكابيتول القريب.
وقالت شرطة العاصمة الفدرالية إن أكثر من ست من أجهزة شرطة ووكالات أمن شاركت في تأمين الجلسة.
ودعا المحقّق الخاصّ جاك سميث الذي أشرف على التحقيق الثلاثاء إلى تنظيم "المحاكمة بلا تأخير"، قائلًا إنه يمكن إجراؤها في خضم الحملة الرئاسية.
وما زال ترمب (77 عامًا) المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولم تتضح بعد تداعيات توجيه هذا الاتهام على ترشيحه.
ورغم تتالي الدعاوى القضائيّة، لا يزال الملياردير الجمهوري يحتفظ بولاء جزء كبير من حزبه، فهو يُهيمن على استطلاعات الرأي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسيّة، حتّى إنّه يُوسّع الفجوة بينه وبين منافسه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي يُراكم العثرات منذ بداية حملته الانتخابيّة.