الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ظروف إنسانية مروعة.. الصليب الأحمر يشرف على مركز لامبيدوسا للمهاجرين

ظروف إنسانية مروعة.. الصليب الأحمر يشرف على مركز لامبيدوسا للمهاجرين

شارك القصة

تقرير سابق يتناول رحلات قوارب المهاجرين من تونس وليبيا إلى لامبيدوسا (الصورة: غيتي)
يعاني مركز استقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية واقعًا إنسانيًا صعبًا في ظل نقص الغذاء والخدمات الصحية وغياب النظافة. 

أصبح مركز استقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية رمزًا لوضع المهاجرين القادمين عبر البحر المتوسط البائس، حيث يعدّ المدخل إلى أوروبا للكثير منهم. 

ويروي عاملو الفرق الإنسانية تفاصيل مروعة عن الحياة في المركز، بين نقص الأطباء ومراحيض تعوم بالماء والنقص في الطعام والمياه والاكتظاظ المزمن الذي يرغم الرجال والنساء والأطفال على النوم في العراء على فرش قذرة.

وبحسب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فقد قضى ثلاثة مهاجرين في هذا المركز خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

الصليب الأحمر يشرف على المركز

لكن في الأول من يونيو/ حزيران انتقلت إدارة المركز إلى الصليب الأحمر الإيطالي بموجب قرار حكومي، فتعهد بتأمين استقبال أفضل لعشرات آلاف الأشخاص الذين يصلون كل سنة قادمين من شمال إفريقيا على أمل بناء حياة جديدة في أوروبا.

وقام الصليب الأحمر بإزالة أطنان من النفايات وأصلح المطبخ وأقام مراحيض إضافية، وشكل فريقًا طبيًا جديدًا ونصب صفوفًا من الأسرة النقالة الحديثة لمضاعفة قدرة الموقع على الاستقبال.

كما بذلت جهود لتسريع عمليات نقل المهاجرين خارج الجزيرة لتخفيف الضغط عن المركز الذي شيد لـ389 شخصًا غير أنه يستقبل في غالب الأحيان أكثر من ثلاثة آلاف.

وقال إيغناسيو شينتو المسؤول في الصليب الأحمر خلال زيارة لوسائل الإعلام هذا الأسبوع: "نحن هنا عند أبواب أوروبا، ستتطلب مهمتنا بالطبع أن نعيد للوافدين إلى إيطاليا كرامة انتهكت في غالب الأحيان".

قبلة المهاجرين

وشكلت الجزيرة المعروفة بشواطئها الرملية الجميلة قبلة سياحية على مدى عقود ولا تزال تستقبل إلى الآن الكثير من الزوار. لكن لامبيدوسا تحوّلت إلى نقطة دخول أساسية للمهاجرين القادمين عبر المتوسط، بسبب موقعها الذي يبعد حوالى 145 كلم عن السواحل التونسية. 

ووصل إلى شواطئها أكثر من 46 ألف مهاجر العام الماضي من أصل 105 آلاف وصلوا بالإجمال إلى إيطاليا، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

ويرسو في مرفأ الجزيرة الصغير أسطول  من زوارق خفر السواحل والشرطة بجانب قوارب صيادي السمك والسياح. وتبحر هذه الزوارق كل يوم تقريبًا حين يكون الطقس مناسبًا والبحر هادئًا، لإنقاذ قوارب المهاجرين.

خدمات تُقدم للمهاجرين

ويتلقى المهاجرون لدى وصولهم طعامًا وماء وملابس ويخضعون لفحص طبي، كما بإمكانهم شحن هواتفهم والوصول إلى الإنترنت.

وقالت فرانشيسكا باسيلي مسؤولة الهجرة في الصليب الأحمر: "الواي فاي والاتصال بالإنترنت من الأمور الأولى التي يطلبونها" حتى يطمئنوا أقرباءهم في بلادهم بأنهم وصلوا بأمان. لكنها أضافت أن فريقها يضطر كذلك أحيانا إلى الإفصاح عن اسم مهاجر توفي أو فقد لعائلات "تبحث عن أحد أفرادها". 

ومنذ مطلع العام، قضى أكثر من ألف شخص وهم يحاولون عبور البحر المتوسط بحسب حصيلة منظمة الهجرة الدولية، ما يجعل  هذه الرحلة من الأكثر خطورة في العالم. ويقتصر المركز الصغير على شارع تحيط بها مبان بيضاء وتنتشر فيه بعض المقاعد تحت أشجار ويلفّه سياج ينتشر خارجه جنود للحراسة.

وبين المهاجرين الكثير من الفتيان والأطفال بعضهم بدون عائلاتهم، يعيشون مع النساء في قسم خاص من المركز بمعزل عن الرجال البالغين.

أكثر من 50 ألف مهاجر 

وتتوزع بعض الألعاب للأطفال في الموقع كما يوجد أطباء نفسيون لمساعدة الأكثر ضعفًا، رغم أن الحكومة الجديدة من اليمين المتطرف ألغت مؤخرًا وجوب تأمين رعاية نفسية في مراكز المهاجرين.

ووصل ائتلاف جورجيا ملوني إلى السلطة على وعد بوقف حركة الهجرة إلى إيطاليا. لكن عدد الوافدين إلى الآن هذه السنة تخطى 53 ألفًا بالمقارنة مع 21 ألفًا خلال الفترة ذاتها من 2022.

كما تقيم الشرطة مبنى خاصًا بها في المركز بهدف نقل الوافدين خارج لامبيدوسيا في غضون يوم أو يومين إلى مراكز على البرّ الإيطالي حيث يمكن معالجة ملفاتهم بالصورة الصحيحة، من دون أن تُعرف وجهتهم بعد ذلك.

ودفع تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين بمجلس الوزراء الإيطالي لإعلان حالة الطوارئ للتعامل مع قضية الهجرة في أبريل/ نيسان الماضي.

وأشارت وزارة البحر والحماية المدنية حينها إلى أن حالة الطوارئ ستكون مدعومة بتمويل مبدئي قدره 5 ملايين يورو وستستمر ستة أشهر. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات