الثلاثاء 15 أكتوبر / October 2024

مهاجمًا جنوب إفريقيا.. المغرب ينفي التقدم بطلب للانضمام إلى "بريكس"

مهاجمًا جنوب إفريقيا.. المغرب ينفي التقدم بطلب للانضمام إلى "بريكس"

شارك القصة

نافذة تعريفية لـ"العربي" عن مجموعة "بريكس" (الصورة: غيتي)
يقول مسؤول دبلوماسي مغربي: إن "جنوب إفريقيا منحت لنفسها الحق للحديث عن المغرب وعن علاقته بدول مجموعة بريكس دون استشارة مسبقة".

نفى المغرب، اليوم السبت، تقدمه بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة دول "بريكس"، وأكّد أنه لن يحضر قمة المجموعة في جنوب إفريقيا.

جاء ذلك، بحسب وكالة أنباء المغرب الرسمية نقلًا عن مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية المغربية لم تكشف عن هويته، عقب تصريح لأنيل سوكلال وزير خارجية جنوب إفريقيا أدلى به في وقت سابق من هذا الشهر، وقال فيه إن المغرب من بين الدول التي تسعى إلى الانضمام إلى المجموعة.

نفي قاطع

فعلّق المسؤول أن "دبلوماسية جنوب إفريقيا منحت مرة أخرى لنفسها الحق للحديث عن المغرب وعن علاقته بدول البريكس، دون استشارة مسبقة"، معتبرًا أن الأمر "يتعلق بتصورات لا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال".

أما مجموعة الاقتصادات الناشئة الرئيسية فتتألف الآن من: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، لكن توسعها المحتمل سيجري بحثه في القمة.

وفي 7 أغسطس/ آب الجاري، قالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا، إن ما يقرب من 20 دولة قدمت طلبات رسمية للانضمام إلى كتلة "بريكس".

كما أشارت إلى أن "أكثر من 30 دولة أكدت حضورها في القمة المقبلة"، والمرتقبة في الفترة من 21 إلى 24 أغسطس الجاري بجوهانسبورغ، وأنه من بين المتقدمين لعضوية بريكس 6 دول إفريقية، هي: الجزائر، ومصر، وإثيوبيا، والمغرب، ونيجيريا، والسنغال.

فشدد المسؤول المغربي على أن الأمر "لا يتعلق بمبادرة من بريكس أو الاتحاد الإفريقي، وإنما بمبادرة صادرة عن جنوب إفريقيا بصفتها الوطنية".

وأضاف: "أصبح واضحًا أن جنوب إفريقيا ستعمل على تحريف طبيعة هذا الحدث وهدفه من أجل خدمة أجندة غير معلنة"، مشيرًا إلى أن المغرب "استبعد منذ البداية أي رد فعل إيجابي تجاه الدعوة الجنوب إفريقية".

واعتبر المسؤول المغربي أن "الاجتماع ينظم على قاعدة مبادرة أحادية الجانب للحكومة الجنوب إفريقية"، مضيفًا أن المغرب "قام بالتالي بتقييم هذه المبادرة على ضوء علاقته الثنائية المتوترة مع هذا البلد".

توتر العلاقات مع جنوب إفريقيا

كما قال الدبلوماسي للوكالة إن جنوب إفريقيا "أبدت دائمًا عدوانية مطلقة تجاه المملكة، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية".

فقد تسبب الدعم الدبلوماسي من جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر في توتر العلاقات بين البلدين، حيث تسعى جبهة البوليساريو إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء التي تعدها المغرب جزءًا من أراضيه.

ولفت المسؤول المغربي إلى أن بلاده "تقيم علاقات ثنائية هامة وواعدة مع الأعضاء الأربعة الآخرين للمجموعة باستثناء جنوب إفريقيا، بل تربطه بثلاثة منها اتفاقيات شراكة إستراتيجية".

وشدد المسؤول المغربي على أن "مستقبل علاقات المغرب مع هذا التجمع، سواء على مستوى طبيعتها أو حمولتها، ستندرج في الإطار العام والتوجهات الإستراتيجية للسياسة الخارجية للمملكة، كما حددها الملك محمد السادس".

وأشار إلى أن المملكة تعتبر أنه "لا ينبغي استخدام المنصات متعددة الأطراف لتشجيع الانقسام أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، أو خلق سوابق، قد تنقلب في يوم من الأيام، على المبادرين إليها".

نشأة "بريكس"

يذكر أن مجموعة "بريكس" هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وعقدت أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2009 تحت مسمى "بريك".

وعقدت هذه المجموعة اجتماعين قبل انضمام جنوب إفريقيا إلى التكتل في القمة الثالثة التي عقدت في الصين عام 2011، ليتغير اسمها وتصبح "بريكس".

لكن الجذور التأسيسية لفكرة المجموعة تعود إلى عام 2001 عندما صاغها الخبير الاقتصادي جيم أونيل، متوقعًا أن بعض الدول ذات الاقتصادات الناشئة ستهيمن على الاقتصاد العالمي بحلول منتصف هذا القرن.

وكان هذا التصور يعتمد على مؤشرات هذه الدول الاقتصادية وأدائها الناجح خلال الأزمات وتحقيقها معدلات نمو كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمي.

وتشكل دول "بريكس" نحو 40% من سكان العالم، وحوالي نصف مساحة العالم، بالإضافة إلى تنوع الثروات الهائل فيها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة