Skip to main content

مهرجان الجونة السينمائي في زمن الإبادة.. حضور لافت لفلسطين وغياب لبنان

الإثنين 28 أكتوبر 2024
تكريم محمود حميدة- موقع الجونة على فيسبوك

أثار مهرجان الجونة السينمائي جدلاً لا يتوقف منذ دورته الأولى بسبب ما يقول منتقدوه إنها الإطلالات الجريئة للفنانات المشاركات فيه.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات شبيهة مع بدء فعاليات الدورة السابعة للمهرجان التي افتُتحت الخميس الماضي 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتتواصل حتى 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وأقيم المهرجان في المدينة المطلة على البحر الأحمر، تحت شعاره الدائم "سينما من أجل الإنسانية" بحضور مجموعة كبيرة من نجوم وصناع الفن السابع، وبرنامج زاخر بالأفلام والورش التدريبية والجلسات النقاشية.

وقال منتقدون للمهرجان إن المشاركين فيه يعيشون في عالم آخر، بينما وصفته إحدى المذيعات المصريات ضمناً بمهرجان البلكونة الدولي، ولم تقتصر الانتقادات على هذا بل لتزامن إقامته مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.

مهرجان الجونة السينمائي تزامنًا مع العدوان

وأثارت تصريحات للفنانة يسرا، وهي عضو في المجلس الاستشاري للمهرجان، جدلاً واسعاً الشهر الماضي برفضها تأجيل المهرجان، بسبب بدء الجيش الإسرائيلي عدواناً كبيراً على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، بالتزامن مع تواصله على قطاع غزة، ووصفت ذلك بـ"الأحداث" التي لا يستطيع أحد توقعها، وإن إلغاء المهرجان غير وارد بسبب ذلك. 

وفي تصريحات لها على هامش الدورة الحالية للمهرجان جددت الفنانة يسرا التأكيد على دعم القضية الفلسطينية، وأعربت عن أمنياتها بالنصر للشعب اللبناني. 

ويخصص المهرجان برنامجا بعنوان "نافذة على فلسطين" يضم تسعة أفلام ما بين وثائقية وروائية قصيرة تضامنا مع سكان غزة، وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس، الشريك المؤسس للمهرجان، في كلمة افتتاح المهرجان إن "الإنسانية تعاني في غزة ولبنان والسودان وأوكرانيا"، وإن العالم يدفع ثمنًا باهظًا للحروب الدائرة حاليًا، داعيًا إلى السعي بكل السبل لإحلال السلام دوليًا ومن بينها السينما. 

وافتتح المهرجان دورته السابعة في المدينة المطلة على البحر الأحمر، الخميس الماضي تحت شعاره الدائم (سينما من أجل الإنسانية) بحضور مجموعة كبيرة من نجوم وصناع الفن السابع، وبرنامج زاخر بالأفلام والورش التدريبية والجلسات النقاشية.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الممثل المصري محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي، كما وجه التحية لأرواح عدد من نجوم وصناع الفن المصريين الذين رحلوا عن عالمنا في 2024، ومن بينهم الفنانون صلاح السعدني وشيرين سيف النصر وناهد رشدي والملحن الراحل حلمي بكر.

وقالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، إن برنامج هذه الدورة يشمل 83 فيلمًا من 48 دولة، مشيرة إلى أن 43% من هذه الأفلام من صنع نساء، كما أن 33% من الأفلام تمثل التجارب الأولى أو الثانية لمخرجيها.

إلغاء عرض فيلم "آخر المعجزات" في آخر لحظة

وعرض المهرجان في الافتتاح الفيلم الكرواتي "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا"، الفائز بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير من مهرجان كان، بعد تعذر عرض فيلم "آخر المعجزات" للمخرج عبد الوهاب شوقي، والمأخوذ عن قصة للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ.

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الرقابة على المصنفات الفنية سحبت تراخيص عرض الفيلم بشكل مفاجئ، رغم إجازة عرضه سابقا، وقال الناقد المصري طارق الشناوي في تدوينةٍ نشرها عبر صفحته على فيسبوك إن إلغاء عرض الفيلم قبل افتتاح المهرجان بـ48 ساعة يؤكد أن الرقابة المصرية تعيش فيما سماها "لالا لاند"، وإن على الرقابة أن "تتوقف عن القرارات العشوائية (التي) تضعنا في مواقف محرجة أمام العالم"، وأكد أن الفيلم لا يتضمن أي مشهد مخالف للقواعد التي يجب مراعاتها.

برامج حافلة لدعم المشاريع السينمائية

ويقام على هامش المهرجان سوق (سيني جونة) بمشاركة 22 عارضا من ثماني دول عربية وأجنبية بهدف دعم وتعزيز صناعة السينما في المنطقة، كما يقدم المهرجان دعمًا للمشاريع السينمائية الجديدة في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج من خلال منصة "سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام"، التي تقدم جوائز مالية ومنحا تدريبية واستشارات مهنية، بالشراكة مع مؤسسات محلية وإقليمية ودولية.

ويستحضر المهرجان في معرضين أقيما على هامشه الدور الذي لعبته المدن والأقاليم في تشكيل هوية الأفلام المصرية، وكيف اكتشفت عدسات السينما ملامح تلك المدن من خلال معرضين للفنون البصرية.

يحمل المعرض الأول عنوان "مدن مصرية احتضنت السينما"، ويضم لقطات مجمعة من نحو 50 فيلما، كانت فيها للميادين والشوارع والمعالم الأثرية الدور الأبرز في سرد القصة وتشكيل الهوية البصرية للعمل السينمائي.

وتعكس اللقطات المختارة نبض سبع مناطق جغرافية هي الفيوم، والأقصر وأسوان، ومدن القناة، والواحات، والبحر الأحمر، والإسكندرية ومطروح، والقاهرة.

وقالت مصممة المناظر السينمائية ومنسقة المعرض شيرين فرغل إن المعرض "يبرز بوضوح كيف أن مواقع التصوير في سبع مدن أيقونية لم تكن مجرد خلفيات، بل كانت شريكا أساسيا في بناء القصص السينمائية". نستطيع من خلالها أن "نرى كيف أن الطراز المعماري وخصائص كل مدينة قد تركت بصمة واضحة على الشاشة".

يمتلك محمد بكر آلاف الصور الفوتوغرافية للأفلام المصرية-رويترز

المعرض الآخر يحمل عنوان "محمد بكر.. ستون عاما من السينما"، ويضم أكثر من 100 صورة فوتوغرافية من 70 فيلما لكبير المصورين السينمائيين محمد بكر ، معظمها من الأفلام التي صورت في السبع أقاليم المختارة.

وتشمل الصور مجموعة من الأفلام التي عرضت منذ منتصف القرن الماضي من بينها "إشاعة حب" و"اللص والكلاب" و"رسالة من امرأة مجهولة" و"معبودة الجماهير" و"أحلام هند وكاميليا" و"الإرهاب والكباب".

​نافذة خاصة لليسينما الفلسطينية في مهرجان الجونة- موقع الجونة

أفردت الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي تظاهرة خاصة بعنوان "نافذة على فلسطين" للعام الثاني على التوالي، تتضمن عرض 9 أفلام فلسطينية طويلة وقصيرة ووثائقية.

وكانت إدارة المهرجان رفضت إلغاء المهرجان العام الماضي الذي كان مقرراً بعد نحو أسبوع من العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقامت بدلاً من ذلك بتأجيله إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 2023. 

نافذة خاصة للسينما الفلسطينية

وقالت المديرة الفنية لمهرجان الجونة ماريان خوري إنه "لا يمكن أن نكون مهرجانًا في المنطقة العربية، ولا نكون جزءًا مما يحدث في فلسطين"، وأضافت أن ما يحدث لا يمس فقط الفلسطينيين واللبنانيين، "ولكننا جميعًا شركاء. ولا أستطيع إلا أن أرى الأمر بهذه الطريقة".

ويضم برنامج نافذة على فلسطين ستة أفلام، بالإضافة إلى ثلاثة أخرى تعرض ضمن البرنامج الأوسع للمهرجان, والأفلام الستة هي:  

-    "أندر"- وثائقي من إخراج كمال الجعفري. يستعرض تأثير الديناميت على الأرض في أثناء عمل المزارعين ولعب الأطفال، من خلال لقطات أرشيفية. يذكرنا الفيلم بأن فلسطين هي أرض خاضعة للمراقبة الجوية، في إطار سعي الاحتلال للاستيلاء عليها.

-    "خالد ونعمة"- روائي قصير من إخراج سهيل دحدل. يروي قصة صبي بدوي ينطلق مع عنزته الأثيرة "نعمة" في مهمة لاستعادة ذاكرة أبو مريم، الرجل الوحيد القادر على إنقاذ قريتهم من الهدم على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

-    "فيلم قصير عن الأطفال"- روائي قصير من إخراج إبراهيم حنضل. يروي قصة أربعة أطفال يعيشون في مخيم للاجئين في بيت لحم، يقررون التسلل دون علم ذويهم لزيارة البحر للمرة الأولى في حياتهم.

-    "المخدوعون"- روائي طويل من إخراج توفيق صالح. عرض الفيلم أول مرة عام 1972. وهو مأخوذ عن رواية "رجال في الشمس" للروائي الفلسطيني غسّان كنفاني، ويسرد قصة رجال يحاولون شق طريقهم عبر الحدود من العراق إلى الكويت، مختبئين داخل خزان إحدى الشاحنات. 

توفيق صالح مخرج "المخدوعون" - المصدر موقع المخرج على فيسبوك

-    "المفتاح"- روائي قصير من إخراج ركان مياسي. عن عائلة إسرائيلية تسمع يوميًا في المساء صوت مفتاح غامض يخترق مقبض باب منزلها، ومع فشلهم في تحديد مصدر الصوت، يبدأ توازن حياتهم بالاختلال تدريجيًا.

-    "مقلوبة"- روائي قصير من إخراج مايك الشريف. عن ليلى، ضابطة الإيقاع الفلسطينية الأمريكية. تزور جدتها خلال عاصفة قوية بحجة مساعدتها في فك حقائبها. ومع تعمق الليل، تكشف الأهداف الحقيقية لزيارتها تدريجيًا.

والأفلام الثلاثة الأخرى التي تعرض ضمن البرنامج الأوسع لمهرجان الجونة هي: 

-    "برتقالة من يافا"- فيلم قصير من إخراج محمد المغني. يستقل الشاب الفلسطيني محمد سيارة أجرة لكي تعبر به من نقطة تفتيش إسرائيلية، وعندما يكتشف السائق أن محمد فشل في ذلك تبدأ الأزمة. 

-    "ما بعد"- فيلم قصير من إخراج مها حاج. عن زوجين يعيشان في مزرعتهما المنعزلة، حيث يعتنيان بالمحصول والحيوانات، وينغمسان في نقاش اختيارات أبنائهما، إلى أن يظهر في الصورة غريب يعكر صفو حياتهما مُعيدا إليها الماض الأليم.

-    "شكرًا لأنك تحلم معنا"- فيلم طويل من إخراج ليلى عباس. يتوفى الأب تاركا وراءه مبلغًا كبيراً، فتضع الشقيقتان خلافاتهما جانباً لمواجهة القانون الإرث الذي يمنح شقيقهما ضعف حصتهما.

المصادر:
موقع التلفزيون العربي - رويترز
شارك القصة