Skip to main content

مواجهة تركيا وحزب العمال الكردستاني.. لماذا غاب التنسيق مع بغداد؟

الثلاثاء 3 أكتوبر 2023
الرئاسات في العراق تعتبر أيّ عدوان يستهدف أراضي البلاد يتنافى مع مبادئ حسن الجوار - غيتي

تمضي تركيا قدمًا في عمليتها الأمنية وغاراتها الجوية على حزب العمال الكردستاني، عقب إعلان الحزب مسؤوليته عن هجوم استهدف مجمعًا أمنيًا وسط أنقرة قبل يومين.

وفي سياق ذلك، أعلن وزير الداخلية، علي يرلي قايا، إطلاق عملية واسعة لمكافحة ما سماه الإرهاب في البلاد، بمشاركة أكثر من ثلاثة عشر ألف شرطي.

"خطوات ملموسة لمكافحة الإرهاب"

وأشار وزير الداخلية التركي إلى إلقاء القبض على أكثر من 900 شخص في 64 ولاية بتهمة الاتجار بالسلاح، وحيازة الأسلحة غير المرخصة، وقد تركزت العملية الأمنية في ولايةِ شانلي - أورفا جنوب شرقي البلاد.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع التركية تدمير 20 هدفًا لمسلحين من حزب العمال الكردستاني، في غارات جوية استهدفت معاقلهم شمالي العراق، فضلًا عن قتل قائد في الحزب بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.

وعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن أنقرة تريد من أصدقائها اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة ما سماه الإرهاب وإدانته.

وأضاف أن عدم اتخاذ أي خطوات ضد زعماء ما قال إنها تنظيمات إرهابية رغم الكم الهائل من الأدلة المقدمة أمر لا يمكن تفسيره.

العراق يرفض أيّ "عدوان يستهدف أراضيه"

وردًا على الغارات التركية شمالي العراق، أصدر الرئيس العراقي ورؤساء مجالس الوزراء والنواب والقضاء، بيانًا مشتركًا عقب اجتماع، رفضوا فيه أي عدوان يستهدف أراضي البلاد.

وأكدت الرئاسات العراقية الأربع في البيان أن أي عدوان يستهدف أراضي البلاد يتنافى مع مبادئ حسن الجوار ويهدّد أمن واستقرار البلاد والمنطقة.

كما شدّد البيان على أن حل الإشكاليات والاختلاف يتم عبر الحوار والتفاهمات والتعاون والتنسيق المشترك.

دلالات هجوم أنقرة وتوقيته

وتعليقًا على هذه التطورات، يرى الباحث السياسي جاهد طوز أن "المحاولة الإرهابية" التي جرت في أنقرة لها الكثير من الدلالات والرسائل من قبل حزب العمال الكردستاني.

ويعتبر طوز أن الغرض من استهداف وزارة الداخلية هو استهداف وزير الداخلية الذي قام في الآونة الأخيرة بإطلاق عمليات ضد المنظمات الإرهابية داخل تركيا أو خارجها.

تركيا تمضي قدمًا في عملياتها الأمنية ضد حزب العمال الكردستاني - غيتي

الحاجة للتنسيق بين تركيا والعراق

من جانبه، يشير عميد كلية العلوم السياسية في جامعة المستنصرية خالد عبد الإله إلى أن الفيصل المهم في تعاطي الرئاسات العراقية مع الجانب التركي لإعادة ترتيب الملفات الشائكة هو ما خلص إليه اجتماع الرئاسات الثلاث في العراق والذي يتمثل بأربع مفاهيم وهي الحوار والتفاهم والتنسيق والتعاون. 

ويشير في حديث إلى "العربي" من بغداد إلى أن الإرهاب يؤثر على الدولة ولا يمكن القضاء عليه إلّا من خلال التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

ويقول: "لا تستخدم أراضي دولة ما للإساءة إلى دولة أخرى"، مؤكدًا "أن الدستور العراقي لعام 2005 يتحدث عن التزام الدولة بمحاربة الإرهاب وأن لا تكون مقرًا أو ممرًا أو ساحة لنشاطه".  

ويوضح عبد الإله أن "تركيا في عام 2013 عقدت اتفاق سلام دون الحوار والتنسيق مع السلطات في العراق وسمحت للإرهابيين بالانسحاب من الأراضي التركية إلى عمق العراق".  

كما يعتبر أن على تركيا التخلي عن "العناد" والابتعاد عن اتهام بغداد بعدم التعاون، مشيرًا إلى أن الأمر لا يعالج عبر عمليات عسكرية داخل أراضي العراق والتواجد العسكري التركي. 

انضمام السويد للناتو

وحول تأثير الأحداث الأخيرة في تركيا على ملف انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، يلفت السفير السويدي السابق في تركيا مايكل سالين إلى أن ما تم تداوله في الصيف الماضي هو موافقة تركيا على انضمام السويد إلى الحلف.

ويقول في حديث إلى "العربي" من غرناطة: "في بداية أكتوبر/ تشرين الأول، كنا ننتظر هذا القرار مع بداية عمل البرلمان التركي".

ويعتبر سالين أن الأمل يتضاءل بانضمام السويد للناتو بسبب النشاطات التي شهدتها دول شرق أوروبا التي تحاول التركيز على الإرهاب، وتعتبر أن السويد ملاذ آمن للإرهابيين.

ويقول: "نحن نفهم أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية، لكنهم يعتبرون أننا نتعامل مع هذه المنظمة".  

وينفي سالين اتهام السويد بأنها لم تف بالتزاماتها تجاه تركيا لتستوفي شروط أنقرة، مؤكدًا "أن السويد غيّرت قوانينها ودستورها، ولكن الدستور السويدي يضمن حرية التعبير وهو أمر مهم بالنسبة لنا".


تسلط الحلقة المرفقة من برنامج "للخبر بقية" الضوء على مآلات الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وتناقش حدود الرد التركي بعد الضربات الجوية التي استهدفت مقار للحزب في شمال العراق وقتل قيادي للكردستاني شمالي سوريا.

المصادر:
العربي
شارك القصة