الخميس 19 Sep / September 2024

موسكو تنتقد "الأسلوب" الغربي".. تنديد أوكراني فرنسي بمناورات روسيا

موسكو تنتقد "الأسلوب" الغربي".. تنديد أوكراني فرنسي بمناورات روسيا

شارك القصة

مراسل "العربي" يتحدث عن تفاصيل المناورات الروسية البيلاروسية الضخمة (الصورة: غيتي)
اعتبرت أوكرانيا أن المناورات الروسية البيلاروسية قرب حدودها تمثل وسيلة "ضغط نفسي"، فيما قالت فرنسا إنها تؤشر إلى "عنف بالغ".

ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس، بالمناورات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا قرب حدود بلاده، قائلًا في بيان صدر عن مكتبه: إنّ "حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا".

لكنه أشار في تصريحات إلى مجموعة من رواد الأعمال الأوروبيين في كييف: "لا نرى أي جديد في ذلك. بالنسبة إلى المخاطر، إنها قائمة ولم تتوقف منذ عام 2014"، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت تمرّدًا انفصاليًا في جنوب شرق البلاد، مضيفًا: "القضية مرتبطة بمستوى هذه المخاطر وكيفية استجابتنا لها".

وأطلقت روسيا وبيلاروسيا الخميس مناورات كبيرة تستمر حتى 20 فبراير/ شباط، حيث وصفها الكرملين بـ"الجادة"، وهذا يعني أن البلدين سيقفان يدًا بيد بوجه أي اعتداء خارجي، وفق مراسل "العربي" من موسكو.

وأشار  المراسل إلى أن الحشود المتمركزة على الحدود الأوكرانية هي الأكبر منذ الحرب الباردة، استنادًا إلى المصادر الغربية.

وسبق للكرملين أن تعهّد بسحب القوات الروسية من بيلاروسيا فور اختتام المناورات، التي فاقمت التوتر رغم الجهود الأوروبية الرامية لإيجاد حل دبلوماسي للمواجهة بين روسيا والغرب على خلفية توسع حلف الأطلسي وأوكرانيا.

في المقابل، أطلقت أوكرانيا مناورات عسكرية، لكن لم تصدر تصريحات كثيرة عن المسؤولين العسكريين في كييف بشأن هذه التدريبات خوفًا من تصعيد التوتر، فيما قال زيلينسكي: إن أوكرانيا لديها "ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا".

"عنف بالغ"

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الخميس، أن المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا تؤشر إلى "عنف بالغ" قرب حدود أوكرانيا.

وقال لودريان لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية العامة معلقًا على المناورات: "إنها ضخمة للغاية. هناك تزامن تدريبات كبيرة للغاية، خصوصًا عند حدود أوكرانيا"، مضيفًا: "كل ذلك يدعونا إلى الاعتقاد أنها خطوة تنطوي على عنف بالغ، وهو أمر يقلقنا".

وقال لودريان: "أُعلنَ عن مناورات تستمر حتى 20 فبراير/ شباط. يمكننا الافتراض بأنه عند حلول هذا التاريخ، ستنسحب القوات، سنرى عندها إذا كان ذلك سيتحقق"، كما رأى أن "هذا سيكون اختبارًا يحمل دلالة كبرى... سنرى إذا كانت ستجري عملية خفض للتوتر".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الأربعاء، أن جولة إيمانويل ماكرون في موسكو وكييف وبرلين "حقّقت هدفها" بإتاحة "المضي قدمًا" نحو خفض حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا.

وقال لودريان معلقًا: إن "الحوار مع الروس حيوي ومتطلّب وأحيانًا حتى عسير"، ووصف محادثات ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها كانت "مواجهة، طلب توضيحات وصراحة كبرى".

وشدد على أن "قوة هذه الزيارة تكمن في وضوح المواقف"، مشيدًا بنوعية المحادثات بين الأوروبيين وأعضاء حلف الأطلسي.

وقال: "لدينا شفافية وثقة داخلية لم أشهد مثيلًا لهما منذ زمن بعيد بين الحلفاء وبين الأوروبيين".

ويتهم الغرب روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا، بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، غير أن الكرملين ينفي هذه الاتهامات مؤكدًا أنه يريد ضمان أمنه بمواجهة سلوك كييف وحلف الأطلسي الذي يعتبره عدوانيًا.

نهج غير دبلوماسي

في السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس، أن إنذارات الغرب وتهديداته لروسيا لن تؤدي إلى خفض التوتر بشأن أوكرانيا.

وقال في مستهل لقاء مع وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في موسكو: إن "الإنذارات والتهديدات لا تؤدي إلى أي نتيجة.. لدى الكثير من زملائنا الغربيين شغف بهذا الأسلوب" في التعامل.

واتّهم لافروف الأوروبيين والأميركيين باستخدام نهج اعتبره غير دبلوماسي يقوم على التهديدات والإنذارات.

كذلك، وصف لقاءه مع تراس، أول وزيرة خارجية بريطانية تزور روسيا منذ عام 2017، بـ"غير المسبوق".

وذكر أنه إذا كانت بريطانيا ترغب بتحسين العلاقات مع موسكو "سنقوم بالمثل بالتأكيد"، مضيفًا أن العلاقات الثنائية "بلغت أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة".

ويسبق اجتماع موسكو لقاء آخر، سيجري الجمعة في العاصمة الروسية بين وزير الدفاع البريطاني بن والاس ونظيره الروسي سيرغي شويغو.

بدروها، أكدت تراس أن بريطانيا "لا يمكنها تجاهل" حشد القوات عند حدود أوكرانيا ولا "محاولات تقويض سيادتها"، قائلة: "هناك مسار بديل، مسار دبلوماسي يتجنّب النزاع وسفك الدماء"، وتابعت: "أنا هنا لحض روسيا على سلوك هذا المسار".

في هذا الإطار، كشف مراسل "العربي" عن عقد لقاء اليوم الخميس بين مستشاري رؤساء دول مجموعة النورماندي (روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا) للبحث في تطبيق اتفاقية مينسك.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب