عقب اتهامها بارتكاب "إبادة" غداة العثور على عشرات الجثث في بلدة بوتشا الأوكرانية، أكدت روسيا أن صور القتلى المدنيين في البلدة كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو.
وفي مقابلة للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الأحد، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: "من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
واعتبرت زاخاروفا أن التنديد الغربي الذي اجتذبته صور القتلى المدنيين على الفور يشير إلى أن الرواية جزء من خطة لتشويه سمعة روسيا.
وأضافت: "في هذه الحالة، يبدو لي أن هذه التصريحات (بشأن روسيا) التي جاءت في الدقائق الأولى بعد ظهور هذه المواد لا تترك مجالًا للشك فيما يتعلق بمن "أمر بهذه القصة"
"مجزرة #بوتشا".. الغرب يندد بجرائم الحرب التي ترتكبها #روسيا في #أوكرانيا#الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/HWzhz4rhYm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 3, 2022
وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت أمس الأحد أنها تحقق في جرائم حرب روسية محتملة بعد العثور على مئات الجثث، بعضها لأشخاص تم تقييدهم وإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة، في أنحاء بلدات قرب العاصمة كييف بعد انسحاب قوات روسية من المنطقة.
"فبركة جديدة"
من جهته، نفى الجيش الروسي أمس الأحد، قتل مدنيّين في بوتشا، متّهمًا أوكرانيا بفبركة الصور.
وذكرت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان "في وقتٍ كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوّات المسلّحة الروسيّة، أن أيّ مواطن محلّي لم يتعرض للعنف".
وأكّدت أنّ الجيش الروسي وزّع 452 طنًا من المساعدات الإنسانيّة على المدنيّين في هذه المنطقة.
وتابعت الوزارة أنّ جميع السكّان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرّية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبيّة للمدينة تتعرّض "لإطلاق نار من القوّات الأوكرانيّة على مدار الساعة".
واعتبرت أنّ الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربيّة".
ودعت موسكو إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الإثنين.
من جانبها، ندّدت مسؤولة في الإدارة الأميركيّة بطلب روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن. وعلى تويتر، كتبت مسؤولة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدولية سامانثا باور، وهي سفيرة سابقة لبلادها لدى الأمم المتحدة، أنّ "روسيا تلجأ إلى السيناريو نفسه كما في القرم وحلب".
وأضافت أنّ روسيا "المُجبَرة على الدفاع عمّا لا يُمكن الدفاع عنه (هنا فظائع بوتشا)، تُطالب باجتماع لمجلس الأمن الدوليّ حتى تتمكّن من التظاهر بالغضب وتدعو إلى المحاسبة"، معتبرة أنّ "لا أحد يُصدّق ذلك".
ولم تُعلن الأمم المتحدة بعد ما إذا كان الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن سيُعقد الإثنين.
"فرض مزيد من العقوبات"
ودفعت لقطات وصور القتلى المدنيين في أنحاء البلدة دولًا غربية للمطالبة بمعاقبة أولئك المسؤولين عن جرائم الحرب في أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين أنه "يؤيّد" فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على موسكو، قد تشمل النفط والفحم.
وقال ماكرون عبر أثير إذاعة "فرانس إنتر": "ما حصل في بوتشا يتطلّب (فرض) حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدًا". وأضاف: "إذًا سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، وخصوصًا ألمانيا" في "الأيام المقبلة"، متحدثًا عن عقوبات فردية وتدابير تطال "الفحم والنفط" الروسيَين.
وتابع الرئيس الفرنسي أن مع "ما يحصل" خصوصًا "في ماريوبول، علينا أن نرسل إشارة إلى أن ما ندافع عنه هو كرامتنا الجماعية وقِيَمنا".
وجدّد التأكيد كما سبق أن كتب في تغريدة الأحد، على أنه "مصدوم للغاية" جراء "صور لا تُحتمل" في بوتشا معتبرًا أنه يجب إدانتها "بأكبر قدر من الحزم".
وقال: "هناك اليوم مؤشرات واضحة جدًّا على ارتكاب جرائم حرب" و"ثبت تقريبًا أن الجيش الروسي" كان موجودًا في هذه المدينة الصغيرة حيث قُتل مدنيون.
وأكد أنه "يجب إحقاق العدالة الدولية. يجب محاسبة أولئك الذين كانوا سبب هذه الجرائم" لأنه "لن يحلّ السلام بدون عدالة".
وكانت روسيا أرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط فيما وصفته بأنه عملية خاصة لتقليص القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية واستئصال من وصفتهم بأنهم قوميون خطرون.
وواجهتها القوات الأوكرانية بمقاومة شديدة وفرض الغرب عقوبات شاملة على روسيا في محاولة لإجبارها على سحب قواتها.
وأسفرت الحرب عن مقتل آلاف الأشخاص على الأقلّ وأجبرت نحو 4,2 ملايين أوكراني على الفرار، 90% من بينهم نساء وأطفال.