اعتبر تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي اليوم الخميس، أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية يشكل "عقبة كبيرة أمام السلام" في فلسطين، مضيفًا أنه "خضع في كثير من الأحيان لمطالب المتطرفين".
وفي خطاب أمام مجلس الشيوخ ذكر شومر عضو الحزب الديمقراطي أيضًا أنه يتعين على إسرائيل إجراء "تصحيحات كبيرة في المسار" لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين.
ولفت شومر إلى أن رفض إسرائيل لحل الدولتين "خطأ فادح"، كما حث المفاوضون بين إسرائيل وغزة على فعل كل شيء ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أنه "إذا استمرت حكومة نتنياهو في السلطة بعد الحرب يجب على أميركا أن تعمل بشكل أكثر فاعلية لتحقيق السلام الشامل".
"تصريحات شومر تخصه"
من جانبه، علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الخميس على دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
وقال ميلر: إن الكونغرس الأميركي فرع مستقل من الحكومة، وإن دعوة شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل تعليقات تخصه ولم تصدر عن إدارة الرئيس جو بايدن.
وعندما سئل عما إذا كانت الإدارة لا تشعر بإحباط تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ميلر: "هناك عدد من الأمور التي أردنا أن نرى إسرائيل تفعلها بشكل مختلف".
أمّا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش فقد رفض دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال: "نتوقع أن تحترم أكبر ديمقراطية في العالم الديمقراطية الإسرائيلية".
لكن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، فقد اعتبر هو الآخر أن نتنياهو، يتسبب في خسارة تل أبيب أكبر مؤيديها بالولايات المتحدة، وذلك في منشور له عبر منصة "إكس"، تعقيبًا على انتقاد السيناتور الأميركي لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف لابيد أن "خطاب السيناتور تشاك شومر هو دليل على أن نتنياهو يتسبب في خسارة إسرائيل أكبر مؤيديها في الولايات المتحدة واحدًا تلو آخر"، معتبرًا أن "الأسوأ من ذلك أنه يفعل ذلك عن قصد".
وتابع لابيد قائلًا: "يلحق نتنياهو ضررًا فادحًا بالجهد الوطني لكسب الحرب (على قطاع غزة) والحفاظ على أمن إسرائيل".
وتتصاعد الضغوط الأميركية على إسرائيل، للمطالبة بعدم استهداف المدنيين في قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية فيه.
تصعيد متواصل بغزة
وسبق أن أعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة حتى تحقيق 3 أهداف هي: القضاء على حركة حماس، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لأمن إسرائيل، وهو ما أثار حفيظة واشنطن.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 31341، والمصابين إلى 73134، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.
وفي محاولة لتدارك الأزمة تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوا على مناطق شمال القطاع إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
في وقت تتواصل المساعي الإقليمية والدولية لانتزاع وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث أعرب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، عن أمله في التوصل لذلك "في الأيام المقبلة"، وذلك في حديثه لإذاعة إسبانية محلية اليوم الخميس.