تواصل الصحف الأجنبية تسليط الضوء على تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتتساءل صحف أجنبية أخرى عما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عازمة فعلًا على اتخاذ خطوات جدية لمواجهة تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن بينها وقف الدعم أو تقليصه.
خطوات أميركية
وقال موقع "ميديا بارت" الفرنسي، إن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي "أودت بحياة الأطفال خلال خمسة أشهر، قتل عشرات الآلاف من الأطفال بسبب القصف الإسرائيلي إنها مجزرة هائلة أمام أعين العالم أجمع".
ويعرب أطباء كانوا في غزة عن تأثرهم بما رأوه، وصدمتهم من عدد الأطفال الذين سقطوا جراء الغارات أو بترت أطرافهم بالبرد دون تخدير.
وتقول طبيبة نفسية في منظمة أطباء بلا حدود، إن أطفال غزة يتحملون الضغط المستمر الناتج عن العنف، والجوع، والعطش، والاضطرار إلى حماية أنفسهم بعد أن فقد معظمهم أهاليهم.
وتنقل الصحيفة عن المؤرخ الفرنسي Stéphane Audoin-Rouzeau قوله: "مع الإعلان عن سقوط ثلاثين ألف ضحية، وعدد غير معروف من المفقودين في غزة، عدا الوفيات غير المباشرة المرتبطة بسوء التغذية والمرض، فإن خسائر غزة في خمسة أشهر تعادل وفاة مليون شخص في فرنسا".
بدوره، أشار الكاتب أندرس كلوث في موقع "بلومبيرغ" الأميركي إلى تدهور العلاقة بين بايدن ونتنياهو، بقوله: "ربما لم يوضح بايدن عواقب تجاوز نتنياهو للخط الأحمر الذي وضعه بشأن اجتياح رفح، ولكن رغم أن مسؤولي الأمن القومي يحاولون تخفيف حدة الرسالة، فإنه من الواضح أن العلاقات الثنائية التي تمتد إلى ثلاثة أرباع قرن تواجه توترًا غير مسبوق".
ويضيف الكاتب قائلًا: "بعد وضع بايدن حدودًا لنتنياهو، يتعين على الرئيس الأميركي الآن أن يفرضها والخطوة الأولى هي أن تتوقف الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن، وتقليص أو إيقاف المساعدات لإسرائيل".
مجموعة خيارات
أما مجلة "فورين أفيرز" الأميركية فقد رأى جونه بلانك، أن "بايدن لم يثبت حتى الآن استعداده لتحدي إسرائيل بطريقة عملية، لكن هناك دلائل تشير إلى أنه أصبح محبطًا من تصرفات نتنياهو".
وأضاف الكاتب أن "بايدن أمامه مجموعة من الخيارات، تتراوح بين حجب المساعدات العسكرية والاعتراف بالدولة الفلسطينية. هذه التحركات ليست سهلة لكنها باتت ملحة".
كما رجح الكاتب أن الرئيس الأميركي قد يوقف الدعم لإسرائيل في مجلس الأمن، خاصة في ما يتعلق بالفيتو، معتبرًا أن المعايير التي تطبقها الولايات المتحدة على الشركاء الآخرين، يستطيع بايدن تطبيقها على إسرائيل.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة إلى 31 ألفًا و341 شهيدًا، و73 ألفًا و134 مصابًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع المحاصر اليوم الخميس.