الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

نداء أممي عاجل في سادس أيام الهجوم الروسي.. هل تنعقد جولة المفاوضات الأربعاء؟

نداء أممي عاجل في سادس أيام الهجوم الروسي.. هل تنعقد جولة المفاوضات الأربعاء؟

شارك القصة

نافذة على جبهات القتال المشتعلة في سادس أيام الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
استمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم السادس على التوالي من دون أن تظهر في الأفق مؤشرات تسوية أو هدنة، في وقت لم يتأكد ما إذا كانت جولة المفاوضات الثانية ستعقد يوم الاربعاء.

تشتد حدة المعارك في سادس أيام الهجوم الروسي على أوكرانيا. وعلى صوت المدافع، ووقع أرقام القتلى واللاجئين، تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.   

وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مصدر من الجانب الروسي، قوله إن من المقرر عقد الجولة الثانية من المحادثات الروسية ـ الأوكرانية غدًا الأربعاء.

وبعد الجولة الأولى من المفاوضات، التي جرت يوم الإثنين ولم تسفر عن نتائج ملموسة، قال الجانبان إنهما سيجتمعان مرة أخرى في الأيام المقبلة.

إلا أن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، اعتبر أنه من غير المرجح أن يجتمع الوفدان الأوكراني والروسي في المحادثات المقررة غدًا، معتبرًا أن مطالب موسكو لإنهاء الهجوم "غير واقعية".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أكد اليوم أنه يتعيّن على روسيا أن توقف قصف المدن الأوكرانية، قبل أن تبدأ محادثات جادة لوقف إطلاق النار.

وخلال اتصال مع نظيره الأميركي جو بايدن، دعا زيلينسكي إلى "إيقاف المعتدي" الروسي، "بأسرع وقت".

تطورات الميدان

في تفاصيل المشهد الميداني، دخلت القوات الروسية اليوم إلى مدينة خيرسون المحاذية لشبه جزيرة القرم، والتي تتصل بها بامتداد بري يصل إلى 8 كيلومترات. 

وفي الجنوب، عند سواحل بحر آزوف، تجري مواجهات عنيفة للسيطرة على ميناء ماريوبول الإستراتيجي. وأفاد مراسل "العربي" بدوي صفارات الإنذار أكثر من مرة، تحذيرًا من اشتداد الاشتباكات الميدانية. 

وعلى بحر آزوف أيضًا، سيطرت القوات الروسية على مدينة بيرديانسك.

وأكد مسؤولون في خاركيف الواقعة شمالي البلاد، سقوط عشرات القتلى في قصف على وسط المدينة وأطرافها. واستهدف القصف ـ بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية ـ بنى تحتية تتعلق بمحطات الكهرباء والمياه ومصانع ألبسة.

أما في سومي، فهناك تأكيدات عسكرية من مجلس الدولة بسقوط أكثر من 70 جنديًا أوكرانيًا بسبب قصف بالمدفعية الروسية على قاعدة عسكرية. 

وكانت وكالة تابعة للأمم المتحدة قد ذكرت أن ما لا يقل عن 136 مدنيًا لقوا مصرعهم، منهم 13 طفلًا، وأُصيب 400 آخرون منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا الأسبوع الماضي.

ماذا عن كييف؟

وفي ما يخصّ العاصمة، فقد لفت مراسل "العربي" مساء الثلاثاء إلى أن القوات الأوكرانية تبني تحصينات ومتاريس وسواتر ترابية فيها.

وكانت صور التقطتها أقمار اصطناعية الإثنين في أوكرانيا أظهرت رتلًا عسكريًا روسيًا هائلًا يزيد طوله عن 60 كلم يتقدم باتجاه العاصمة كييف، التي جعلتها روسيا هدفًا رئيسًا للعملية العسكرية.

ونشرت هذه الصور مساء الإثنين "ماكسار"، الشركة الأميركية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، وأرفقتها برسالة بريدية قالت فيها: إنّ الرتل "يمتدّ من تخوم مطار أنطونوف في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك" في الشمال.

نداء أممي عاجل

إلى ذلك، أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن أكثر من 660 ألف شخص فروا من الهجوم الروسي على أوكرانيا ولجأوا إلى الدول المجاورة، مؤكدة أن الأعداد ترتفع "بشكل مطرد".

وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون، أن التكتل يستعد لاستقبال "ملايين" اللاجئين الفارين من ذاك الهجوم.

ووجهت وكالات الأمم المتحدة نداء عاجلًا لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة، داعية إلى توفير 1.7 مليار دولار لمساعدة من فروا من أوكرانيا ومن بقوا فيها.

عقوبات واتهامات

من جهة أخرى، وفي إطار الضغوط المستمرة على موسكو، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الأوروبيين وحلفاءهم مستعدون لفرض عقوبات إضافية على روسيا.

جاء ذلك إثر اجتماع عبر الفيديو ضم قادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبولندا ورومانيا، إضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وكان وزير المال الفرنسي برونو لومير، قد أكد أن العقوبات الغربية على موسكو، بسبب هجومها على أوكرانيا، ستدفع الاقتصاد الروسي إلى الانهيار.

وفي سياق متصل، أعلن الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الحكومة البريطانية منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهي من الأعضاء الدائمين فيه.

واتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "دمّر السلام" في أوروبا.

كما اتهمت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان روسيا بمهاجمة الأوكرانيين بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية، وهي أسلحة أدانتها العديد من المنظمات الدولية.

"الهجوم سيتواصل"

في المقابل، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن الهجوم الروسي سيتواصل "حتى تحقيق كل أهدافه".

وأضاف أن موسكو تهدف إلى "نزع السلاح واجتثاث النازية" في أوكرانيا، فضلًا عن حماية روسيا "من تهديد عسكري افتعلته الدول الغربية".

وندّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، بـ "نهج عدائي" أميركي بعدما أعلنت واشنطن أنّها قرّرت طرد 12 دبلوماسيًا روسيًا أعضاء في بعثة بلادهم لدى الأمم المتحدة، على خلفية اتّهامها إياهم بأنهم "عملاء استخبارات".

إضافة إلى ذلك، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أنّ أوكرانيا ضحية للأزمات التي أحدثتها الولايات المتحدة.

وأوضح أنّ طهران تدعم إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنّه لفت إلى أنّه "يتعين الإقرار بأصل النزاع"، مشددًا على أنّ "الثقة بالولايات المتحدة خطأ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close