الأحد 8 Sep / September 2024

نسخة خارقة عن الأرض.. تحديد أول كوكب محيطي محتمل خارج النظام الشمسي

نسخة خارقة عن الأرض.. تحديد أول كوكب محيطي محتمل خارج النظام الشمسي

شارك القصة

تبلغ كتلة الكوكب حوالى 5,6 أضعاف كتلة الأرض- إكس
تبلغ كتلة الكوكب حوالي 5,6 أضعاف كتلة الأرض- إكس
يوجد الكوكب على بعد 48 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الحوت وقد أكّد التلسكوب جيمس ويب احتواءه على كميات كبيرة من الماء. 

يبدو أن التلسكوب "جيمس ويب" الفضائي قد حسم أن النجم الذي شكّل موضع اهتمام علماء الفلك لسنوات هو أول كوكب محيطي يُكتشف خارج النظام الشمسي، بحسب دراسة نشرت نتائجها مجلة "أستروفيزيكل جورنال ليترز". 

ومنذ اكتشافه على بعد 48 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الحوت عام 2017، يخضع الجسم الكوني "إل إتش إس 1140 بي" LHS 1140b لتدقيق علمي شامل. 

كوكبة الحوت

وتضم كوكبة الحوت بضعة آلاف من الكواكب الخارجية تدور حول نجم آخر غير شمسنا.

ويوصف عدد قليل منها فقط بأنها ربما "صالحة للسكن"، أي من المحتمل أن تؤوي شكلاً من أشكال الحياة على كوكب صخري لا يقع قريبًا جدًا ولا بعيدًا جدًا عن نجمه.

وتنقل وكالة "فرانس برس" عن شارل كاديو، طالب الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في معهد تروتييه الكندي لأبحاث الكواكب الخارجية، قوله: "إن هذه الحفنة من الكواكب الخارجية تتمتع بظروف درجة حرارة وضغط على السطح تسمح للمياه بأن تكون سائلة وبأن تبقى كذلك". 

نسخة خارقة عن الأرض

وتؤكد دراسته التي أجراها فريق من جامعة مونتريال، أولاً أن الجسم الكوني "إل إتش إس 1140 بي"  أشبه بنسخة خارقة عن كوكب الأرض، بكتلة تبلغ حوالي 5,6 أضعاف كتلة كوكبنا الأزرق، لكنه ليس نسخة مصغرة عن نبتون.

وكانت ملاحظات أولية قد وضعت الكوكب الخارجي هذا في منزلة وسطى بين هذين النوعين من الكواكب الخارجية... فهو بكثافة قد تتيح اعتباره نبتون صغيرًا، مع كرة من الصخور ذات غلاف جوي سميك جدًا من غاز الهيدروجين والهيليوم.

وبحسب كاديو أمكن وصف الكوكب بأنه نسخة خارقة عن كوكب الأرض، أو حتى بأنه "كوكب محيطي ذو نواة صخرية أصغر قليلاً، ولكن يعوّضه غلاف مائي". 

تمكن التلسكوب "جيمس ويب" من مراقبة الغلاف الجوي للكوكب أثناء مروره أمام نجمه- إكس
تمكن التلسكوب "جيمس ويب" من مراقبة الغلاف الجوي للكوكب أثناء مروره أمام نجمه- إكس

لكن التلسكوب "جيمس ويب" الفضائي حسم المسألة من خلال مراقبة الغلاف الجوي للكوكب أثناء مروره أمام نجمه، و"غياب إشارات إلى وجود الهيدروجين أو الهيليوم"، يستبعد سيناريو كوكب نبتون المصغر.

كميات كبيرة من المياه 

تشير كثافة الجسم الكوني "إل إتش إس 1140 بي" إلى أن "الكوكب يحتوي بالفعل على كميات كبيرة من الماء"، بحسب مارتان توربيه، المشارك في إعداد الدراسة، وهو باحث في مختبر الأرصاد الجوية الديناميكية.

وبشأن الغلاف الجوي للكوكب، يوضح توربيه: "ليس لدينا أي دليل مباشر على وجود غلاف جوي له، ولكن هناك عناصر تصب في هذا الاتجاه".

ويشرح أن الميزة الأولى هي أن الجسم الكوني "إل إتش إس 1140 بي" يتم تسخينه بلطف بواسطة أشعة نجمه، وهو قزم أحمر، مع "درجات حرارة متوقعة على السطح يُفترض أنها مماثلة تمامًا لدرجات الحرارة الموجودة على الأرض أو على المريخ". 

واعتمادًا على ما إذا كان الغلاف الجوي المحتمل يحتوي على عدد قليل أو كثير من الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، فإن سطح الماء سيكون جليديًا أم لا. بل ويمكن أن يستضيف محيطًا سائلًا على جزء من الكوكب يكون معرّضًا لأشعة نجمه.

وقد يصحّ ذلك ما لم يكن هذا المحيط مخفيًا تحت طبقة من الجليد، بما "يشبه قليلًا الأقمار الجليدية غانيميد وإنسيلادوس وأوروبا، التي تدور حول كوكبي المشتري وزحل العملاقين في النظام الشمسي"، بحسب توربيه.

ويقوم فريق الباحثين في مونتريال بحملة للحصول على ملاحظات أخرى للجسم الكوني موضوع الدراسة باستخدام "جيمس ويب"، لبضع ساعات في السنة.

ويقول عالم الفيزياء الفلكية رينيه دويون، المعد المشارك للدراسة المذكورة في بيان أصدرته جامعة مونتريال: "نحتاج إلى عام على الأقل للتأكد من أن إل إتش إس 1140 بي له غلاف جوي، وربما عامين أو ثلاثة إضافية للكشف عن ثاني أكسيد الكربون". لكن الإفادة من هذه المياه غير ممكنة، إذ إن الجسم الفضائي يبعد عن الأرض حوالي 450 ألف مليار كيلومتر.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close