نظام دمشق وجامعة الدول العربية.. من تعليق العضوية إلى التصويت لعودته
صوّت وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد على استعادة النظام السوري مقعده في الجامعة العربية، خلال اجتماعهم في العاصمة المصرية القاهرة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على عودة النظام السوري إلى مقعد جامعة الدول العربية خلال اجتماعهم في القاهرة.
بدوره، أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أن الوقت حان لأن تضطلع الدول العربية بدور مؤثر لإنهاء الأزمة السورية.
شكري الذي ترأس الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والتي خصّصت لبحث ملف عضوية سوريا في الجامعة، قال إن الأزمة السورية لن تحسم بالحل العسكري وإن الحل السياسي هو المسار الوحيد، الذي سيأتي عن طريق السوريين وتنفيذ قرار مجلس الأمن.
مساع نشطة للتطبيع
وكانت المساعي لإعادة نظام دمشق إلى جامعة الدول العربية قد نشطت أخيرًا، وسط انقسام في البيت العربي إزاء هذه الخطوة التي عارضتها عدة دول من بينها قطر.
وقد سبقت الدورة غير العادية لمجلس الجامعة اليوم أعمال اجتماع اللجنة المشتركة التي شكلت بشأن سوريا مطلع مايو/ أيار الجاري، وحضرها في عمّان وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والعراق والنظام السوري ضمن المناقشات الخاصة بسبل إيجاد حل للأزمة السورية.
وهذا الاجتماع جاء بحسب وزارة الخارجية الأردنية استكمالًا للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج والعراق والأردن ومصر، والذي عُقد في جدة في الرابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي.
كما جاء للبناء على الاتصالات التي قامت مع النظام السوري في سياق المبادرة الأردنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
تعليق العضوية في الجامعة العربية
وعُلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، على خلفية لجوء رئيس النظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه، قبل أن تدخل البلاد في صراع مسلح، استعان فيه هذا الأخير بحلفائه في إيران وروسيا خلال للهجوم على المدن والقرى المنتفضة.
وتبع تعليق العضوية في الجامعة قرار مجلس التعاون الخليجي سحب سفراء الدول الست من سوريا في مارس/ آذار 2012.
ولكن اللهجة حيال النظام السوري خفّت حدّتها لاحقًا بعد سلسلة من التغييرات الإقليمية في المنطقة، حيث رأت بعض الدول العربية أن عودة دمشق إلى الحضن العربي ستسهم في إبعادها عن إيران، وبالتالي كبح نفوذ هذه الأخيرة في المنطقة.
وكان الرئيس السوداني السابق عمر البشير أول زعيم عربي يكسر عزلة الأسد ويزور دمشق عام 2018. ودخلت الإمارات على الخط وأعادت فتح سفارتها في سوريا، لتتبعها البحرين وتسير في ركب تعويم النظام السوري.
كما سُجلت قبل أعوام تحركات على مستوى قادة أمنيين بين القاهرة ودمشق؛ كان أبرزها زيارة علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني بالنظام السوري للقاهرة ولقاؤه رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
بدوره، الأردن أعاد فتح الحدود مع سوريا بعد تصريحات أردنية رسمية مهدت لتلك الخطوة، وأكدت رغبة عمّان بإعادة العلاقات مع دمشق.
وفي الآونة الأخيرة عادت بعض الدول العربية ومن بينها السعودية ومصر إلى التعامل مع سوريا عبر الزيارات والاجتماعات رفيعة المستوى.
ويتزامن تطبيع العلاقات مع النظام السوري هذه المرة وسط تقارب بين الرياض وطهران، اللتين أعلنتا في مارس الماضي استئناف علاقاتهما.
وتلت ذلك زيارتان متبادلتان لوزيرَي خارجية السعودية والنظام السوري، لكل من الرياض ودمشق.