تقترن الموسيقى بالحضارة الإنسانية عبر العصور ما يجعل السؤال حول مخترع الموسيقى مشروعًا، لكن تصعب الإجابة عليه.
وعلى مر التاريخ ارتبطت الموسيقى بتطور الحضارات. واعتمدت الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان، وبالتالي أسلوب وصوت الموسيقى التي تصدرها، على المواد المتاحة.
وبحسب موقع "بروديوسر هايف"، قام العلماء بتأريخ المزامير الكربونية التي وُجدت في ألمانيا بأنها تعود لنحو 43 ألف عام، ما يشير إلى أن الموسيقى أقدم مما نتخيل. كما تم اكتشاف آلات موسيقية تعود إلى العام 18000 قبل الميلاد في أوكرانيا.
وعُثر على الليثوفونات، أي الإكسيليفون الحديث، في جميع أنحاء العالم، وكان أقدمها في فيتنام وعمرها حوالي 11000 عام.
كم عمر الموسيقى؟
بحسب الموقع، فقد تم تأليف الموسيقى منذ أكثر من 40 ألف سنة، وذلك بالاستناد إلى قدرة الإنسان على الغناء.
ويمكن لعلماء الآثار وعلماء تاريخ الموسيقى تخمين الشكل الذي قد تبدو عليه الموسيقى بناءً على شكل الآلات، ولكن لا يوجد سجل واضح للموسيقى نفسها، إذ لا توجد تسجيلات أو أشرطة أو أقراص مضغوطة أو حتى نوتة موسيقية.
ومع ذلك، تختفي هذه المشكلة بمجرد ظهور التدوين الموسيقي المكتوب. فقد استخدمت العديد من الحضارات القديمة أنظمة مكتوبة للتدوين الموسيقي.
وتشترك القطع الأثرية من الصين ومصر واليونان والهند وبلاد ما بين النهرين وروما والشرق الأوسط، في شكل نقوش من ورق البردى والألواح الطينية، في نسيج أحادي الصوت ومركزية النص والاستخدام الضمني للتقنيات الارتجالية.
أقدم مقطوعة معروفة
إلى ذلك، تعد ترنيمة نيكال أقدم قطعة تدوين موسيقي معروفة، وهي جزء من الأغاني الحورية من أوغاريت في سوريا، وتعود إلى 1400 عام قبل الميلاد.
وعلى الرغم من أن هذه هي أقدم مقطوعة موسيقية معروفة، إلا أنه سيكون من المبالغة الإشارة إلى أن ملحنها هو الملحن الذي اخترع الموسيقى.
فمن المحتمل أن يكون هناك عدد لا يحصى من المقطوعات الموسيقية المكتوبة، التي تسبق هذه القطعة الأثرية والتي لم تصمد حتى يومنا هذا.
السلم الموسيقي
وبدأت الموسيقى المكتوبة تبدو أشبه بالتدوين الموسيقي القياسي اليوم بدءًا من العصور الوسطى، وتحديدًا في منتصف القرن التاسع.
وتم تطوير شكل من أشكال التدوين باستخدام أشكال توضع فوق نص اللحن للإشارة إلى كيفية أدائه لكل مقطع لفظي من النص، وذلك للمساعدة في أداء ألحان الترانيم الغريغورية.
ويمكن العثور على أقدم تدوين من هذا النوع في كتاب Musica Disciplina، الذي كتبه الكاتب والمنظر الموسيقي أوريليان أوف روم.
وكان الافتقار إلى التوحيد القياسي مقلقًا لقادة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، التي تم إنشاء الجزء الأكبر من موسيقى أوروبا الغربية في العصور الوسطى من أجلها.
فالموسيقى التي يتم أداؤها كجزء من القداس في كل فرع من فروع هذه الكنيسة العالمية، كان يجب أن تكون متماثلة، لذلك بدأ قادة الكنيسة في توحيد الموسيقى.
ثم عمل عدد من الرهبان ومنهم غيدو دارزو، راهب إيطالي عاش في مطلع القرن الحادي عشر تقريبًا، على تطوير السلم الموسيقي المشابه للحالي مع تغييرات بسيطة فقط. وبحلول القرن التاسع عشر، أصبح نظام الصولفيج تمامًا كما هو عليه اليوم.
"المعجزة" موزارت
وتضم الموسيقى عناصر عدة مثل الحدة التي تتحكم باللحن والانسجام والإيقاع والحركية واللون. وتحدد هذه العناصر أنواع الموسيقى المختلفة وأبرزها الموسيقى الكلاسيكية.
ويعد فولفغانغ أماديوس موزارت أهم الموسيقيين الكلاسيكيين في التاريخ. ورغم أنه لم يعش طويلًا، لكنه ترك إرثًا موسيقيًا عظيمًا.
فقد وُلد في النمسا عام 1756 ونشأ في أسرة موسيقية. لقبّه والده الذي كان مؤلفًا موسيقيًا بـ"المعجزة" لأنه كان ضعيفًا جدًا عند ولادته وتوقع موته، إلا أنه استطاع كتابة النوتات الموسيقية قبل قدرته على كتابة الكلمات. وبدأ العزف على البيانو في سن الثالثة وتمكن من عزف مقطوعات موسيقية قصيرة في سن الرابعة.
