صدقن الوعد ورفعن نعشها على أكتافهن. ومع علم فلسطين الذي لفّ به الكفن زيّ مدرسي يعود للشهيدة سديل نغنغية، التي كانت أوصت زميلاتها بتشييعها فيه، وقد أنبأها حدسها بأنها ستكون طفلة أخرى يقتلها الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.
أُعلن استشهاد سديل نغنغية (15 عامًا) صباح اليوم الأربعاء، بعد يومين قضتهما في العناية المركزة جرّاء إصابتها برصاص الاحتلال خلال تنفيذه اقتحامًا لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة الإثنين الماضي.
في ذلك اليوم سقطت مضرّجة بدمائها في ساحة منزلها. ربما تخيّلت المشهد عندما طلبت من صديقاتها أن يتم تشييعها على هذا النحو، أمام الاقتحامات الوحشية المتكررة التي ينفذها الاحتلال، وقائمة الشهداء التي يلتحق بها مزيد من الشيب والشباب وكذلك الأطفال.
فمنذ مطلع العام الجاري، قتلت إسرائيل 29 طفلًا فلسطينيًا؛ تؤكد تقارير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أنهم لم يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال، وأن قتلهم كان باستهداف متعمّد.
وداع الشهيدة سديل نغنغية
والشهيدة سديل نغنغية قُتلت برصاصة في جبينها. وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، كان الوصف الطبي لحالتها تهتكًا في الجمجمة وتلفًا في الدماغ.
وكما سديل، لا تغيب مواضيع الموت والشهادة والاقتحامات الإسرائيلية عن أحاديث كل أطفال المخيم، بدلًا من مواضيع اللعب والنزهات، وفق ما تنقله "وفا" عن الصديقات المكلومات.
وهؤلاء ساروا مع الكبار في وداع الشهيدة سديل نغنغية متوعّدين الاحتلال، ومردّدين أن دم الشهداء لا يذهب هدرًا.