الخميس 19 Sep / September 2024

شهيدة متأثرة بجراحها في جنين.. إسرائيل "تعزز" قواتها في الضفة

شهيدة متأثرة بجراحها في جنين.. إسرائيل "تعزز" قواتها في الضفة

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" حول عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة وفشل الاحتلال في إيقافها (الصورة: غيتي)
اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة عوريف جنوب نابلس، وداهمت منزلين، في وقت ارتفع عدد شهداء العدوان على جنين إلى 7 وفق حصيلة جديدة.

استشهدت الطفلة الفلسطينية سديل غسان نغنغية (15 عامًا)، متأثرة بجروح أصيبت بها في الرأس خلال عدوان الاحتلال الأخير على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، صباح اليوم الأربعاء.

وأعلن الطاقم الطبي في مستشفى جنين عن استشهاد الطفلة سديل غسان نغنغية، متأثرة بجروح أصيبت بها جراء رصاصة في الرأس خلال عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها فجر الإثنين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وبذلك ارتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال على جنين إلى 7 شهداء، فيما أصيب العشرات، بينهم 18 بحالة تتراوح بين خطيرة وحرجة.

الشهيدة الطفلة الفلسطينية سديل غسان نغنغية
الشهيدة الطفلة الفلسطينية سديل غسان نغنغية - وكالة وفا

في غضون ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، بلدة عوريف جنوب نابلس، وداهمت منزلين وأخذت مقاساتهما تمهيدًا لهدمهما.

وقال رئيس مجلس قروي عوريف، عيد الحميم شحادة، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت عدة منازل واعتقلت عددًا من المواطنين وما زالت العملية مستمرة.

وأضاف أن قوات الاحتلال داهمت منزلي الشهيدين مهند شحادة، وخالد صباح، وباشرت بأخذ مقاساتهما.

ونفذ الشابان أمس الثلاثاء، عملية إطلاق نار داخل محطة محروقات بمستوطنة "عيلي" وسط الضفة أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح، واستشهدا لاحقًا على يد قوات إسرائيلية.

تشييع الشهيد خالد صبّاج

إلى ذلك، شيعت مئات الفلسطينيين في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، مساء أمس الثلاثاء، جثمان الشهيد خالد مصطفى صبّاح (24 عامًا)، إلى مثواه الأخير في قرية عوريف.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى رفيديا الحكومي باتجاه ميدان الشهداء وسط المدينة، قبل أن ينقل لمسقط رأسه قرية عوريف جنوب نابلس، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه بمنزل عائلته، ثم أدى المشاركون الصلاة على الجثمان وسط البلدة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة القرية.

من جهته، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، المقاومين في الضفة الغربية، إلى المزيد من الأعمال البطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال هنية في تصريح تعقيبًا على العملية: "نقول للعدو هذا أول الغيث وما ينتظرك أشد وأخزى، وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد".

الجيش الإسرائيلي يعلن تعزيز قواته في الضفة

وفي أعقاب تنفيذ عملية إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتائب إضافية.

وجاء في بيان المتحدث باسم الجيش: "بناء على تقييم الوضع الذي أجرته قيادة الجيش، تقرر تعزيز وزيادة وجود عدد من الكتائب الإضافية في الضفة، وسيتم تعزيز القوات ابتداء من الليلة (الثلاثاء)".

وتشهد الضفة الغربية خلال اليومين الأخيرين توترًا شديدًا، إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين شمال الضفة، فجر الإثنين، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين، وإصابة العشرات، مقابل إصابة 7 جنود إسرائيليين.

34 إصابة وتخريب 140 مركبة بهجمات للمستوطنين

وجراء اعتداءات المستوطنين، أصيب 34 فلسطينيًا مساء أمس الثلاثاء، بجروح مختلفة في المنطقة الممتدة من ترمسعيا شرق رام الله حتى دير شرف غرب نابلس بالضفة الغربية.

وأوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن اعتداءات المستوطنين أسفرت عن إصابة 34 مواطنًا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وبالحجارة والاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما طالت 140 مركبة للمواطنين، بينها إحراق مركبة إسعاف ومركبة لمواطن من حوارة.

وأوضح أن المستوطنين شنوا اعتداءات على قرى وبلدات ترمسعيا وبيت فوريك وعورتا وحوارة واللبن الشرقية والساوية وزعترة وياسوف ودير شرف، مشيرًا إلى أن المستوطنين أحرقوا مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ومشاطب سيارات ومغسلة في مدخل اللبن الشرقية.

وفي سياق متصل، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إخماد حريق مركبيتن وغرفة حراسة داخل محطة وقود في قرية اللبن الشرقية، جراء اعتداءات المستوطنين.

وأكد "الدفاع المدني" أن طواقمه حدت من وصول النيران إلى مرافق محطة  الوقود الرئيسية، وحصر الأضرار في المركبات وغرفة الحراسة.

كما أخمدت الطواقم حريق مركبة داخل ساحة أحد المنازل وعدة حرائق في ساحات منازل أخرى، وانتقلت لتعمل في هذه الساعات على إخماد حريق في مشطب للمركبات في محيط القرية.

"فشل استخباري وتقني إسرائيلي"

وفي هذا الإطار، يوضح الكاتب السياسي عمر عساف، أن عملية إطلاق النار تشير إلى أن هناك حربًا بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، وأن الأخير لا يمكن إلا الدفاع عن نفسه في وجه العدوان الذي يشنه الاحتلال على صعيد الاجتياح والقتل، وتدنيس المقدسات، وبناء الوحدات الاستيطانية.

وفي حديث لـ"العربي" من رام الله، يضيف عساف أن عمليتي جنين و"عيلي" تعكسان تطورًا في قدرات المقاومة، سواء على صعيد الانتشار أو التقنيات، وهذا ما يربك الاحتلال ويجعله مسعورًا وموتورًا، ولذلك تتحدث إسرائيل عن إخفاق استخباري لأنها لم تتوقع أن يكون هناك قدرات لدى المقاومة بهذا الحجم، ولم تتوقع أن يكون هناك أيضًا عملية إطلاق نار، كما تحدثت أيضًا عن إخفاق تقني باعتبار أن الاحتلال تعرض لمقاومة لم تكن واردة في حساباته.

ويرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك جيدًا أن عملية اجتياح للضفة الفلسطينية لها تبعاتها على صعيد السلطة وعلى صعيد العالم، وفي المقابل هو يتعرض للضغوط الداخلية من الحكومة، وأن دخول الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية لن يكون نزهة.

ويشير عساف إلى أن هناك تطورًا نوعيًا على ثلاثة مستويات، الأول هو انتشار مجموعات المقاومة في أكثر من منطقة، والمستوى الثاني تطور في التقنيات، بالإضافة إلى أن المقاومة أصبحت عبارة عن مجموعات أكثر تنظيمًا، وهذا من شأنه أن يضع الاحتلال أمام عدة خيارات.

ويعرب عن اعتقاده أن الاحتلال يريد أن يرضي الجمهور الصهيوني، وبالتالي لن يكون غريبًا بأن يبادر إلى عملية عسكرية كرد اعتبار له، لأن هناك ليس فقط فشلًا استخباريًا، ولكن أيضًا هناك تآكل في قوة الردع.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close