نفقت أطنان من الأسماك خلال الأيام الماضية في بحيرة القرعون شرقَ لبنان، على ما أفاد مسؤول اليوم الخميس، في ظاهرة لم تعرف أسبابها بعد بشكل واضح.
وأفاد تقرير أولي أن وباء فيروسيًا قضى على الأسماك من نوع الكارب دون سواها في البحيرة، غير أن خبيرًا أفاد أن نفوق الأسماك قد يكون ناجمًا عن التلوث.
ويمكن رؤية مئات الأسماك من كل الأحجام مكدسة على مسافة تفوق خمسة كيلومترات على ضفة البحيرة، فيما تنتشر رائحة نتنة في الجو.
نفوق اطنان من الاسماك في بحيرة القرعون بسبب تلوث نهر الليطاني pic.twitter.com/23swvEZ8sz
— جهاد سريج (@MDZCze8VqdnhOLd) April 29, 2021
ويقوم رجال بإزالة الأسماك النافقة بالمجارف وحملها في عربات، فيما يجرف جرار كميات منها ويفرغها في شاحنة.
وقال نصر الله الحاج من المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: "نحن هنا لليوم الثالث نحاول رفع الأسماك النافقة عن شطوط بحيرة القرعون"، مضيفًا: "أزلنا ما قيمته 40 طنًا تقريًبا".
والقرعون أكبر بحيرة اصطناعية في لبنان، ويقع عليها أكبر سدود البلاد، وتبلغ سعتها نحو 220 مليون متر مكعب من المياه. إلا أنها تعاني منذ عقود مع أجزاء واسعة من نهر الليطاني، من مستويات تلوث خطيرة، أبرز أسبابها مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية والمواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة.
وحذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة الجمعة؛ من "مرض وبائي وفيروسي خطير قابل للانتقال".
وأوضحت الهيئتان في تقرير أولي أن الوباء يستهدف نوعًا معينًا من أسماك القرعون هو سمك الكارب، في حين أن الأنواع الأخرى "بصحة جيدة".
مشاهد كارثية: #بحيرة_القرعون من مصدر للحياة الى مستنقعٍ للموت !! pic.twitter.com/h9fglHdF7q
— LRA Litani River Authority (@LRALitani) April 27, 2021
غير أن كمال سليم خبير المياه الذي يأخذ عينات من مياه البحيرة منذ 15 عامًا، أفاد أن التلوث قد يكون السبب خلف نفوق الأسماك. وقال "لا يمكن أن نحسم الأمر بدون تحليل".
ولفت بيان مشترك صادر عن المصلحة والجمعية إلى أن هذا الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني، جراء التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الأنشطة البشرية الصناعية والزراعية والسكنية.
ودعت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الإثنين إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ قرار وزارة الزراعة الصادر عام 2018 لمنع الصيد في بحرية القرعون "لعدم صلاحية الأسماك فيها للاستهلاك البشري" جراء التلوث. وأكدت على ضرورة إصدار قرار بعدم التقاط الأسماك النافقة وبيعها.