السبت 16 نوفمبر / November 2024

نُهبت خلال الاستعمار.. فرنسا تبحث في أصول قطع أثرية إفريقية لإعادتها

نُهبت خلال الاستعمار.. فرنسا تبحث في أصول قطع أثرية إفريقية لإعادتها

شارك القصة

أعادت فرنسا 26 من الكنوز الملكية التي نهبها جنودها من بنين خلال الحكم الاستعماري - إكس
أعادت فرنسا 26 من الكنوز الملكية التي نهبها جنودها من بنين خلال الحكم الاستعماري - إكس
تبحث المتاحف الفرنسية في أصول نحو 90 ألف قطعة إفريقية في أرشيفاتها، منها 79 ألف قطعة موجودة في متحف كيه برانلي في باريس.

في ظل احتواء المتاحف الفرنسية على عشرات الآلاف من الأعمال الفنية الإفريقية، يواجه أمناؤها مهمة صعبة لمحاولة تحديد القطع التي نُهبت خلال الحكم الاستعماري في القرنين التاسع عشر والعشرين، والتي ينبغي إعادتها إلى بلدها الأصلي.

خلال زيارة إلى بوركينا فاسو عام 2017، تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعادة "التراث الإفريقي إلى إفريقيا" في غضون خمس سنوات، ما دفع القوى الاستعمارية السابقة الأخرى بينها بلجيكا وألمانيا، إلى إطلاق مبادرات مماثلة.

وعام 2021، أعادت فرنسا 26 من الكنوز الملكية التي نهبها جنودها من بنين خلال الحكم الاستعماري.

لكنّ الجهود تعثّرت، وأجّلت الحكومة في مارس/ آذار الماضي إلى أجل غير مسمى مشروع قانون يتيح إعادة القطع الأثرية الإفريقية وغيرها من التحف الثقافية، بعد معارضة اليمين في مجلس الشيوخ.

وتبحث المتاحف الفرنسية في أصول نحو 90 ألف قطعة إفريقية في أرشيفاتها، منها 79 ألف قطعة موجودة في متحف كيه برانلي في باريس، المخصّص لفن السكان الأصليين في إفريقيا وآسيا وأوقيانيا وأميركا.

وأشارت إميلي سالابيري، رئيسة متحف أنغوليم الذي يضمّ حوالي 5 آلاف قطعة أثرية إفريقية، لوكالة فرانس برس، إلى أنّ المهمة "ضخمة وتثير الحماسة"، مضيفة: "لقد تغيّرت بصورة جذرية طريقة فهمنا لمجموعاتنا".

"عمل استقصائي"

وبات تحديد مصدر القطعة الأثرية أمرًا أساسيًا ضمن عمل المتحف، لكنّ تعقب المعلومات الضرورية مسألة صعبة وتستغرق وقتًا طويلًا.

عام 2012، بدأ متحف الجيش الفرنسي عمليات الجرد، لكنّه لم يتمكن إلا من دراسة حوالي ربع القطع الإفريقية البالغ عددها 2248 قطعة.

آثار إفريقية في فرنسا

وفي حين أشار إلى وجود "فرضية منطقية" مفادها أنّ عددًا كبيرًا من القطع يُمثّل غنائم حرب، يسعى المتحف جاهدًا للتوصل إلى استنتاجات نهائية.

وأوضح ناطق باسم المتحف لوكالة فرانس برس، أنّ "الصعوبة الرئيسية تكمن في النقص النسبي في المصادر".

بدورها، قالت إميلي جيرو، رئيسة "إكوم فرنسا" التي تُشرف على 600 متحف: "إنه عمل استقصائي فعليّ يتطلب التحقق من الأدلة وإيجاد مصادر قد تكون مشتتة، في الخارج أحيانًا، أو قد لا تكون موجودة من الأساس".

ويُأمل أن تُصبح المهمة أسهل عندما يصبح هذا النوع من الأبحاث شائعًا.

وقدّمت جامعة باري-نانتير دورة تدريبية مخصصة لموضوع أصول القطع الأثرية في العام 2022، فيما حذت حذوها مدرسة اللوفر في قلب المتحف الشهير سنة 2023.

وأطلقت ألمانيا وفرنسا في يناير/ كانون الثاني الماضي صندوقًا لثلاث سنوات بقيمة 2.1 مليون يورو (2.2 مليون دولار) مخصصًا للأبحاث المتمحورة على موضوع مصدر الآثار.

وقالت كاتيا كوكاوكا، كبيرة أمناء متحف أكيتين: "علينا أن نكون شفّافين في كل التفاصيل، كأوجه القصور في كتالوغاتنا وتاريخنا وتصنيفاتنا"، واصفة هذه المهمة بأنها "ضرورة أخلاقية".

"إحباط"

ولتخفيف عبء التكلفة، يقوم متحف أكيتين الذي يضم 2500 قطعة أثرية إفريقية، بتجميع الموارد مع جهات أخرى، بينها المتاحف في غابون وكاميرون. ولكن من دون القانون المقترح، تبقى المعايير التي تُحدّد متى يجب إعادة القطعة إلى إفريقيا، ملتبسة.

وقالت سالابيري من متحف أنغوليم: "في حال تم الحصول على القطع بشكل غير قانوني، فيكون ذلك كافيًا، لكنّ الافتقار إلى سجلات تاريخية واضحة سيواصل إحباط جهود إعادة الآثار".

وأضافت: "سيكون هناك عدد هائل من القطع التي لا يمكن استيضاح وضعها مطلقًا".

وقد تكون القروض والضمانات طويلة الأمد بديلًا للتعويض الكامل، على غرار ما فعلت بريطانيا أخيرًا مع قطع تابعة للعائلة الملكية في غانا. لكنّ هذه الخطوة لم تثر إعجاب الجميع.

وقالت المستشارة الثقافية لحكومة غانا نانا أوفورياتا أييم، في حديث عبر "بي بي سي": "يأتي شخص ما إلى منزلك ويسرق أحد أغراضك ثم يحتفظ به داخل بيته. وبعد سنوات يقول لك سأعيرك إياه. هذا ليس منطقيًا ولا معنى له".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close