ردت الصين على جلسة الاستجواب المطولة التي استهدفت الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك" شو زي تشيو أمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي.
وأكدت بكين في ردها أنها لا تطلب من الشركات تسليمها البيانات التي تُجمع من الخارج، مشيرة إلى أنها "تولي أهمية كبيرة لحماية الخصوصية في وقت لم تستطع الإدارة الأميركية تقديم أي دليل على التهم الموجهة ضد التطبيق بما فيها ما يشكل تهديدًا لأمنها القومي".
واتهمت الخارجية الصينية واشنطن بتقديم افتراضات بالذنب وبأنها مارست قمعًا غير مبرر ضد الشركة التي تملك التطبيق.
وعلى الرغم من الجهد الذي بذله الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك أمام اللجنة الأميركية من خلال تقديم التزامات بمعالجة المخاوف الأمنية، إلا أنه تلقى وابلًا من التهم من أعضاء اللجنة في مقدمتها افتقار التطبيق إلى الشفافية وممارسة التشويش المتكرر وتحريف الحقائق.
كما شملت الاتهامات لتطبيق تيك توك، تمكين الحكومة الصينية بالتحكم في خوارزمية محتوى التطبيق مما يسمح لها بالتأثير داخل الولايات المتحدة وإمكان استخدامها للتجسس والوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين.
ومن الواضح أن التحديات الجديدة ستهدد مستقبل تيك توك أكثر من أي وقت مضى خاصة وأن القوى الكبرى تخوض حربًا شرسة تستهدف البيانات.
قلق أميركي
وفي هذا الإطار، اعتبرت المديرة التنفيذية لشركة المخاطر الدولية للإنترنت جودي ويستباي أن القلق الرئيسي يتمثل في أن الحكومة الصينية تطلب من الشركات أن تتعاون مع طلباتها بما يشمل البيانات.
ولفتت في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن بكين ترغب في الحصول على كميات من البيانات الخاصة بالأميركيين، وربما تطلب الحصول على هذه البيانات التي تشمل 150 مليون أميركي من تطبيق تيك توك.
ويستباي أوضحت أن هذه البيانات تشمل المعلومات الشخصية للأفراد وخياراتهم، معتبرة أن "هذه المعلومات يمكن استعمالها والخروج باستنتاجات منها، كما يمكن استخدامها لتحويل الرأي العام والتأثير على الأخبار".
وشددت على أن كل هذه المعطيات تثير قلق السلطات الأميركية التي ترى أن هذا الوضع يشكل تهديدًا أمنيًا يطالها.
"لا أدلة"
في المقابل، أكد الخبير في الشؤون السياسية الصينية إينار تانغين أن "تيك توك" شركة خاصة ولا علاقة لها بالحكومة الصينية، معتبرًا أن الاتهامات التي تطال الشركة تهدف إلى تشويه سمعة الصين.
وأشار لـ"العربي" من بكين إلى أن الاتهامات الأميركية لا تقترن بأدلة، وقال إنه إذا تعرضت الشركات والحكومات في العالم لشكوك مماثلة على أساس افتراض ما يمكن أن تقوم به مستقبلًا فلن تكون هناك ثقة في العالم.
تانغين تحدث عن أن شركات أميركية قامت بأمور وصفها بـ"البشعة"، مشيرًا إلى أن "وكالة المخابرات المركزية ضُبطت لدى تجسسها على دول أخرى".
ورأى أن ما تقوم به الولايات المتحدة في هذه القضية هو لتشتيت الانتباه عن الوضع المالي في البلاد في ظل عجز يقدر بنحو 31.5 تريليون دولار وانخفاض في النمو.
"انعكاسات كبيرة"
عضو مركز الدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز حافظ الغويل يقول إن المشكلة الملازمة لتطبيق تيك توك عمرها سنوات ولها انعكاسات كبيرة.
ويتحدث لـ"العربي" من العاصمة الأميركية عن وجود تخوف حقيقي من التطبيق خصوصًا وأن القوانين الصينية تسمح بالحصول على معلومات من أي شركة صينية على أراضيها، مشددًا على أن هذا الأمر يخلق تخوفًا مما يمكن أن يحصل مستقبلًا.
إلا أن الغويل يرى أن المخاوف لا تعني بالضرورة أن هذا الأمر حصل فعلًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تتحدث حتى اليوم عن أدلة حقيقية حول حصول الحكومة الصينية على معلومات عن المواطنين الأميركيين من خلال تطبيق تيك توك.
وتحدث عن أن الأدلة تظهر أن شركة تيك توك تجمع المعلومات ذاتها التي تجمعها التطبيقات الأخرى على غرار فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، ولا تختلف عن باقي التطبيقات في جمع المعلومات.