الخميس 21 نوفمبر / November 2024

هاجس الموت والانفجارات يلاحقهم.. لبنانيون لجأوا لفرنسا هربًا من الحرب

هاجس الموت والانفجارات يلاحقهم.. لبنانيون لجأوا لفرنسا هربًا من الحرب

شارك القصة

وصل العديد من اللبنانيين إلى فرنسا، هربًا من جحيم الحرب الإسرائيلية
وصل العديد من اللبنانيين إلى فرنسا، هربًا من جحيم الحرب الإسرائيلية - غيتي
ما زالت آثار الحرب تلاحق كريستيل كبول التي وصلت إلى باريس منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول لمتابعة دراستها الجامعية.

وصل العديد من اللبنانيين إلى فرنسا، هربًا من جحيم الحرب الإسرائيلية المستمرة على بلادهم بعدما أدت إلى حصيلة كبيرة من الشهداء والجرحى والدمار.

تقول اللبنانية جمانة سليمان حيدر التي وصلت مؤخرًا إلى فرنسا هربًا من العدوان في بلادها الذي بدأ في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت: "ما زلت أسمع هدير الطائرات الإسرائيلية مخترقة جدار الصوت" وأُعاني "رهابًا".

وقصدت هذه المرأة باريس في 2 من الشهر الجاري مع زوجها جهاد، بعد عشرة أيام على بدء الجيش الإسرائيلي حملة غارات جوية مكثفة على لبنان.

كان الزوجان يرغبان في زيارة أبنائهما في فرنسا والبقاء بضعة أيام، لكنهما مدّدا فترة إقامتهما.

آثار الحرب تلاحقهم

وقال جهاد (64 عامًا) بحزن: "لم نعد قادرَين على المكوث هناك، ولا الذهاب إلى العمل ولا البقاء في المنزل". وأضاف جالسًا في شقة تعود لأبنائه في بولوني في إحدى ضواحي باريس: "كنا نسمع القصف طوال الوقت، بشكل شبه يومي".

كان الزوجان يسكنان في منطقة الزلقا شمال بيروت، حيث أصبح العيش بسلام مستحيلًا.

جهاد: "عندما تسمع زوجتي هدير طائرة  تختبئ في الحمام" - غيتي
جهاد: "عندما تسمع زوجتي هدير طائرة تختبئ في الحمام" - غيتي

وتابع جهاد: "لا يمكن الاعتياد على الحرب. عندما تسمع زوجتي هدير طائرة  تختبئ في الحمام".

وعلى غرار هذا الثنائي، ما زالت آثار الحرب تلاحق كريستيل كبول التي وصلت إلى باريس منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول لمتابعة دراستها الجامعية.

وقالت بصوت مرتجف: "في فرنسا، أشعر بالصدمة من أصوات المدينة، وقد أرتجف لدى سماع صوت مترو أو غلق أبواب".

وأضافت: "لم أتمكن من النوم في لبنان. وحاليا تراودني كوابيس وتلاحقني صور أطفال يموتون وتفجيرات، وأعاني الأرق".

وكانت الشابة البالغة 29 عامًا تقطن على بعد بضعة كيلومترات فقط من مكان الغارات الإسرائيلية التي أدت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول الفائت.

وأسفر القصف على لبنان منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023،  إجمالًا، عن ألفين و634 شهيدًا و12 ألفًا و252 مصابًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ومن بين هؤلاء استشهد 1580 لبنانيًا منذ 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، فضلًا عن أكثر من مليون و400 ألف نازح.

"تفجيرات كأنها زلزال"

وقالت كريستيل: "سمعت سلسلة تفجيرات كأنها زلزال". وأضافت: "احتميت تحت مكتبي" معترفة بشعورها "بالخوف" و"العجز".

وأكدت الشابة أنها ترددت كثيرًا قبل اتخاذ قرارها العودة إلى باريس، وأن الشعور بـ"الذنب" ينتابها لمغادرة بلدها وخصوصا أنها منضوية في جمعية تقدم الدعم للنازحين اللبنانيين في بيروت.

وكريستيل والزوجان حيدر من بين لبنانيين قلائل تمكنوا من المجيء إلى فرنسا لأنهم كانوا يتابعون دراستهم هناك أو لحصولهم على تأشيرة دخول قبل اشتداد حدة العدوان.

ومنتصف أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن نحو ثلاثة آلاف مواطن فرنسي "عادوا إلى فرنسا" من لبنان.

وفي حين أكدت فرنسا مرة أخرى على لسان بارو الأربعاء أنها "لن تتخلى عن لبنان"، وأن الخارجية الفرنسية تقوم بمساع لم تنجح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أعرب لبنانيون عن استيائهم لعدم تمكن أقاربهم من الحصول على تأشيرات.

وتقيم يارا غربية في بربينيان منذ عام، وتحاول منذ أكثر من شهر إحضار والدتها وشقيقتها الصغيرة إلى فرنسا لكنها لم تنجح.

وقد لوحظ أن موقع "تي ال اس كونتاكت" TLScontact، الجهة الوحيدة المخولة إصدار تأشيرات فرنسية للبنانيين، يعمل ببطء.

وقالت يارا: "كنا نظن أن فرنسا بجانبنا". واضطرت عائلة الشابة إلى الفرار من النبطية في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي وتعاني "صدمة".

وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن موظفي القنصلية في بيروت "وضعوا على أهبة الاستعداد" لمساعدة الرعايا الفرنسيين، لافتة إلى أن خدمة التأشيرات "تركز على الأولويات حاليًا"، وتحدثت عن إجراء "مؤقت" بدون ذكر مزيد من التفاصيل.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close