الخميس 19 Sep / September 2024

هجمات أوكرانية في الجنوب.. زيلينسكي يدعو الجنود الروس للفرار

هجمات أوكرانية في الجنوب.. زيلينسكي يدعو الجنود الروس للفرار

شارك القصة

تقرير في "الأخيرة" حول الوضع الخطير الذي يحيط بالمحطة النووية في زاباروجيا (الصورة: غيتي)
بدأت أوكرانيا تحركات هجومية عديدة منها في منطقة خيرسون التي تقع في شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية للفرار من هجوم شنته قواته بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب البلاد، قائلًا إن الجيش الأوكراني يستعيد أراضي البلاد، رغم أن روسيا قالت إن الهجوم فشل.

وتعهد زيلينسكي، في كلمة له مساء الإثنين، بأن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي "حتى الحدود". وقال: "إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي. عودوا إلى منازلكم". وأضاف "أوكرانيا تستعيد ما يخصها".

وجاء هجوم كييف بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدنًا وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية وسط عقوبات اقتصادية غير مسبوقة. كما أجج المخاوف من حدوث كارثة إشعاعية جراء القصف القريب من محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية.

وقال أوليكسي أريستوفيتش وهو مستشار كبير لزيلينسكي إن "الدفاعات الروسية اختُرقت في غضون ساعات قليلة".

وأضاف أن القوات الأوكرانية تقصف العبارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.

"خسائر بشرية فادحة"

وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلًا عن وزارة الدفاع أن القوات الأوكرانية حاولت شن هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون لكنها تكبدت خسائر بشرية فادحة.

وأضافت: "فشلت محاولة الهجوم التي أقدم عليها العدو فشلًا ذريعًا".

لكن مسؤولين في السلطة المحلية المعينة من قبل موسكو قالوا للوكالة إن وابلًا من الصواريخ الأوكرانية أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن بلدة نوفا كاخوفكا التي تحتلها روسيا.

وفي ميكولايف، قال مسؤولون وشهود إن قصفًا روسيًا جديدًا للمدينة الساحلية، التي ظلت في أيدي الأوكرانيين على الرغم من القصف الروسي المتكرر خلال الحرب، أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة نحو 24 آخرين وسوى منازل بالأرض.

وأمس الإثنين، قالت القيادة الجنوبية الأوكرانية إن قواتها بدأت تحركات هجومية في عدة اتجاهات، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وذكرت المتحدثة باسم القيادة، رافضة الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم، أن أوكرانيا قصفت أكثر من عشرة مواقع في الأسبوع الماضي و"أضعفت العدو بلا شك"، لكن القوات الروسية في الجنوب ما زالت "قوية للغاية".

"تجنب كارثة نووية"

ويحاول العالم جاهدًا تجنب كارثة في محطة زاباروجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا وتحتلها روسيا، حيث تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محيطها.

ومن المقرر أن تصل بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشأة هذا الأسبوع لفحص وتقييم أي ضرر لحق بها. واستولت القوات الروسية على المحطة في مارس/ آذار لكن لا يزال يديرها موظفون أوكرانيون.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا، أن البعثة التي يقودها المدير العام رافائيل غروسي ستقيم ظروف العمل وتتحقق من أنظمة السلامة والأمن. وستنفذ أيضًا "أنشطة حماية عاجلة"، في إشارة إلى تتبع المواد النووية.

وقال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو تأمل أن تؤدي زيارة البعثة المرتقبة للمحطة إلى تبديد التصورات الخاطئة حول وضع المحطة البائس المزعوم.

ووصف الكرملين مهمة الوكالة بأنها "ضرورية"، وحث المجتمع الدولي على الضغط على أوكرانيا لخفض التوتر العسكري عند المحطة. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن البعثة يجب أن تقوم بعملها بطريقة محايدة سياسيًا.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوكرانيا إلى سحب العتاد العسكري والجنود من المجمع النووي لضمان عدم اعتباره هدفًا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي "ما زلنا نعتقد أن الإغلاق المحكوم لمفاعلات زاباروجيا النووية سيكون الخيار الأكثر أمانًا والأقل خطورة على المدى القريب". لكن الكرملين استبعد مجددًا إخلاء الموقع.

صعوبة تجنيد متطوعين

وكانت مسؤولة أميركية قد أعلنت أمس الإثنين أن الجيش الروسي يواجه صعوبة كبيرة في تجنيد متطوعين للمشاركة في حربه في أوكرانيا لدرجة أنه فتح باب التجنيد أمام السجناء، مشيرةً إلى أن المجندين الجدد غالبًا ما يكونون "مسنّين وفي حالة بدنية سيئة ويفتقرون للتدريب". 

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بزيادة عديد القوات المسلّحة الروسية بنسبة 10% أي بما مقداره 137 ألف جندي بحلول يناير/ كانون الثاني 2023. 

وقالت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية لصحافيين، الإثنين، طالبةً منهم عدم ذكر اسمها إنه "من غير المرجح أن تنجح هذه الجهود"، مشيرة إلى أن الجيش الروسي عانى تاريخيًا في تحقيق أهدافه على مستوى التجنيد.

وبحسب تقديرات الولايات المتحدة فإن عدد الجيش الروسي كان عند بدء الحرب على أوكرانيا في فبراير/ شباط الفائت أقل بـ150 ألف عسكري من العدد الذي أعلنته موسكو يومها وهو مليون عسكري.

حرب بكلفة كبيرة

وحاولت موسكو، منذ بدأ الحرب إرسال عسكريين محترفين إلى الجبهة بدلًا من المجندين، لكن الحرب كلّفتها الكثير على صعيد الموارد البشرية كما المادية.

وبحسب المسؤولة الكبيرة في البنتاغون فإنّ "روسيا بدأت بالفعل بتجنيد المزيد من أجل تشكيل كتيبة واحدة من المتطوعين على الأقل في كل منطقة واستحداث فيلق ثالث في الجيش". وأضافت أن الروس "فعلوا ذلك بإلغاء الحد الأقصى لسن المجندين الجدد وكذلك أيضًا عن طريق تجنيد سجناء".

وتابعت: "يمكننا أن نلاحظ أن العديد من هؤلاء المجندين الجدد كانوا مسنين وفي حالة بدنية سيئة ويفتقرون للتدريب".

واعتبرت المسؤولة أن "كلّ هذه الأمور تشير إلى أن المجندين الجدد الذين قد تجتذبهم روسيا بحلول نهاية العام لن يعززوا القوة القتالية للبلاد".

وبعدما فشلت في الاستيلاء على كييف في بداية الحرب، تركز القوات الروسية حاليًا جهودها على توسيع نطاق سيطرتها في شرق أوكرانيا وجنوبها حيث تحركت الجبهات قليلًا في الأسابيع الأخيرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close