شنت روسيا هجومًا جويًا واسعًا طوال الليل على أوكرانيا استهدف العاصمة كييف ومدنًا من الشرق إلى الغرب، في وقت يشتدّ ما بات يُعرَف بـ"الهجوم الأوكراني المضاد" وطأة.
فقد استهدفت هجمات روسية جديدة "كثيفة" ليل الإثنين الثلاثاء كييف ومدينتي لفوف وزابوريجيا، على ما ذكرت السلطات العسكرية الأوكرانية التي لم تشر إلى سقوط ضحايا على الفور.
وأوضحت الإدارة المدنية والعسكرية في كييف عبر تلغرام أن مسيّرات متفجرة هاجمت المدينة على دفعات من جهات مختلفة.
وفيما أشارت إلى أنّ "ما من معلومات بشأن وقوع ضحايا أو دمار حتى الآن"، لفتت إلى أن حالة الإنذار استمرت لأكثر من ثلاث ساعات.
وفي لفوف في غرب البلاد، أعلن رئيس الإدارة المحلية ماكسيم كوزيتسكي عبر تلغرام أن مسيّرات أصابت "منشأة حيوية" من دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل. ولم يسجل وقوع أي جريح.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية في وقت لاحق أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 28 مسيّرة من أصل 30 أرسلتها القوات الروسية باتجاه أوكرانيا خلال الليل.
وأشارت الإدارة العسكرية في زابوريجيا في جنوب أوكرانيا إلى أن المدينة ومحطيها تعرّضا لـ"هجوم كثيف" على أهداف مدنية. وأفادت معلومات أولية لقيادة الأركان أن سبعة صواريخ "اس-300" أطلقت باتجاه زابوريجيا وضاحيتها.
وكتب الأمين العام للمجلس البلدي في المدينة اناتوليل كورتيف عبر تلغرام: "بعد ليلة صاخبة، بات الوضع في زابوريجيا مستقرًا. بعون الله لم تسجل إصابات ولم يتعرض أي مبنى سكني لأضرار".
الهجوم الأوكراني المضاد يتواصل
تأتي هذه الهجمات الليلية "الكثيفة" بعد ساعات من إعلان نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار أنّ القوات الأوكرانية استعادت قرية بياتيخاتكي الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة بالقرب من ساحل بحر آزوف.
وأردفت ماليار عبر تطبيق تيليغرام: "لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة.. الجيش يتحرك وفق المخطط والضربة الكبرى لم تأت بعد".
وبياتيخاتكي هي ثامن قرية تستردها القوات الأوكرانية في هجومها المضاد المستمر منذ أسبوعين، وتكتسب أهمية خاصة إذ أنها تقع على بعد نحو 90 كيلومترًا من الساحل.
وتتقدم كييف لما يصل إلى 7 كيلومترات داخل الخطوط الروسية وسيطرت خلاله على 113 كيلومترًا مربعًا من الأراضي.
وأشارت المسؤولة الأوكرانية إلى أن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا. وبشكل منفصل، قالت إن الجيش الأوكراني منع تقدمًا روسيا في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو.
في غضون ذلك، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن جيش كييف يتقدم في بعض القطاعات ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى، مؤكدًا أنّ النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا.
وأضاف: "لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها. وهم فقط يتكبدون الخسائر".
بايدن: تهديد بوتين النووي "حقيقي"
في غضون ذلك، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الإثنين، أنّ تهديد نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية "حقيقي".
وصرّح بايدن أمام مجموعة من المتبرعين في كاليفورنيا قائلًا: "عندما كنت هنا قبل نحو عامين، قلت إنني قلق من جفاف نهر كولورادو. نظر إلي الجميع وكأنني مجنون".
وأضاف الرئيس الأميركي: "نظروا إليّ النظرة نفسها عندما قلت إنني قلق بشأن استخدام بوتين أسلحة نووية تكتيكية. هذا حقيقي".
يأتي ذلك، بعد أيام من تنديد البيت الأبيض بنشر روسيا مثل هذه الأسلحة في روسيا البيضاء، حيث وصف بايدن يوم السبت الفائت إعلان بوتين نشر الأسلحة النووية بأنه "تصرف غير مسؤول تمامًا".
وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قال الأسبوع الماضي إن بلاده بدأت تسلم الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، وهذه هي المرة الأولى التي تحرك فيها روسيا مثل هذا العتاد.
كما ذكر لوكاشينكو أنّ بعض هذه الأسلحة أقوى ثلاث مرات من القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في 1945.
بدورها، كشفت الولايات المتحدة عدم عزمها تغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الإستراتيجية، مشيرة إلى أنها لم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي، لكنها حذّرت مرارًا من استخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا.