الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

هجوم نطنز.. لهجة الوعيد تهيمن إيرانيًا بعد توجيه الاتهام إلى إسرائيل

هجوم نطنز.. لهجة الوعيد تهيمن إيرانيًا بعد توجيه الاتهام إلى إسرائيل

شارك القصة

منشأة نطنز
يؤكد المسؤولون في إيران أن عودة منشأة نطنز خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون بقدرة 50% أشدّ مما كانت عليه في السابق (غيتي)
ترى طهران أنّ استهداف المحادثات النووية" فخّ إسرائيلي"؛ ما يعني تأجيل الردّ الإيراني إلى ما بعد اتضاح ملامح نتائج طاولة فيينا.

بدأت لهجة الوعيد تطفو على المشهد الإيراني بعد توجيه أصابع الاتهام إلى تل أبيب صراحة بتدبير عملية استهداف منشأة نطنز.

وفي هذا السياق، أكدت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أنّ التخصيب مستمرّ في مفاعل نطنز رغم تعرّضه للهجوم.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن مصدر مطلع في وزارة الأمن أنّه تمّ التعرّف على هوية الشخص الذي تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف  إنّ حكومة بلاده تحمّل إسرائيل مسؤولية الحادث. وأضاف، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، أنّ إسرائيل تريد الانتقام من نجاحات إيران في مسار رفع العقوبات، كما هدّد بالانتقام ردًا على الهجوم.

محاولة إسرائيلية لاستدراج إيران؟

ويبدو أنّ طهران تضع هذا الاستهداف في خانة محاولة إسرائيل استدراجها نحو تصعيد، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لإعادة الاتفاق النووي إلى الحياة.

وترى طهران أنّ استهداف المحادثات الجارية "فخّ إسرائيلي" تشدّد على أنّها لا تريد الوقوع فيه؛ ما يعني على الأرجح تأجيل الردّ الإيراني إلى ما بعد اتضاح ملامح نتائج طاولة فيينا.

وفي التحليل، يقال في طهران: إنّ شكل استراتيجية طهران المقبلة مرهون بمواقف الغرب من حادثة نطنز، وفقًا للباحث في الشأن السياسي حميد رضا غلام زادة.

ويوضح غلام زادة، في حديث إلى "العربي"، أنّه "في حال لم تقدم المنظمات الدولية والدول الغربية على إدانة الأفعال الإسرائيلية والوقوف في وجهها، فإنّ شكل السياسة الإيرانية سيشهد تغييرًا، تحديدًا في الحكومة الإيرانية الجديدة".

"لا علاقة" لواشنطن بهجوم نطنز

في غضون ذلك، نفى البيت الأبيض أيّ علاقة للولايات المتحدة بالهجوم الذي استهدف منشأة نطنز في إيران، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تعهّده الشخصيّ بدعم أمن إسرائيل واستقرارها بوصفها جزءًا أساسًا من أمن منطقة الشرق الأوسط.

من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إلى فتح تحقيق لتحديد المصدر الإسرائيلي الذي سرّب سلسلة الإجراءات ضدّ إيران والمنسوبة إلى إسرائيل. واعتبر غانتس أنّ هذا التسريب "مشكلة حقيقية قد تضرّ بقوة وأمن دولة إسرائيل ومصالحها".

وعلى صعيد متصل، أكد غانتس أنّ الولايات المتحدة "شريك استراتيجي في مواجهة جميع التهديدات، وفي مقدّمتها إيران".

هل أوقفت حادثة نطنز قدرة المفاعل على التخصيب؟

يذكر أنّه في مفاعل نطنز النووي أكثر من خمسة آلاف جهاز طرد مركزي من الجيل الأول، وفقًا للاتفاق النووي، وهي أجهزة عزّزت من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% باستخدام أجهزة من الجيلين الخامس والسادس، والأحدث منهما جيل تاسع تتواصل الاختبارات عليه.

وتشدّد طهران على أنّ حادثة نطنز لم توقف قدرة المفاعل على التخصيب كليًا، فيما يبدو أنّها حدّدت ثلاثة مسارات عقب الحادثة؛ إذ تتحرك في الأوساط الدولية سياسيًا لإدانة تل أبيب، وفي الوكالة الدولية دوليًا، وتستعدّ تقنيًا لاستعادة عجلة البرنامج النووي الإيراني بأجهزة طرد مركزي متطورة.

أما عمليًا، فللحرب الخفية أسرارها، وفق ما ينقل مراسل "العربي" في طهران ياسر مسعود، عن المسؤولين الإيرانيين.

منشأة نطنز ستعود "بقدرة أقوى" من السابق

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ الرواية الرسمية الإيرانية تشير إلى أنّ العطل الذي حصل في منشأة نطنز هو جزئي، باعتبار أنّ انقطاع التيار الكهربائي كان جزئيًا، وأنّ كهرباء الطوارئ في المنشأة بقيت تمدّ الكهرباء، وبالتالي لم ينقطع التيار بالكامل إلا في أجزاء معيّنة.

ويشير إلى أنّ مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب أبادي أكد بدء عمليات استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة، أو التي حدث فيها خلل، بأجهزة أخرى أكثر تطوّرًا، على حد قوله، لافتًا إلى أنّ عودة منشأة نطنز خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون بقدرة 50% أشدّ مما كانت عليه في السابق.

ويتحدّث مراسل "العربي" عن دعوات في إيران لمساءلة الجهات المعنية بتحصين منشأة نطنز باعتبار أنّها كانت مسؤولة عن تأمين هذه المنشأة التي تُعتبَر من أهم المنشآت الإيرانية في تخصيب اليورانيوم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close