لم يخفت صوت الرصاص والقذائف في السودان في أول أيام عيد الفطر المبارك. فالهدنة التي حُكي عنها لم تتحقق، ليتواصل القتال بين الطرفين المتصارعين: الجيش وقوات الدعم السريع.
مراسلة "العربي" من الخرطوم درة قمبو، أشارت إلى حديث السلطات التشادية عن وصول 50 ألف لاجئ سوداني عبروا الحدود حتى أمس الخميس.
وذكّرت بالقتال الدائر في مدن دارفور، حيث تسبب القتال بنزوح مواطنين من الفاشر ونيالا وزالنجي والجنينة.
وضع إنساني آخذ في التدهور
إلى ذلك، لفتت مراسلتنا إلى أن أعداد المصابين في المستشفيات مرشحة للازدياد على رأس كل دقيقة بسبب استمرار تبادل إطلاق النار وسقوط الصواريخ والقذائف على المدنيين في المنازل والشوارع، وحتى في المعسكرات التي يحتمون فيها ببعض المدن.
وبينما أشارت إلى أن الوضع الإنساني آخذ في التدهور نتيجة لخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، أوضحت أن عدد هذه المستشفيات فاق الأربعين في الخرطوم وحدها.
وتطرقت إلى شح الأدوية والاحتياجات الأساسية التي تعتمد عليها المستشفيات في حالات الإسعافات والطوارئ، وكذلك شح الوقود وانقطاع الكهرباء المتكرر والإمداد المائي غير المستقر في المدن التي تقع فيها الاشتباكات.
ومراسلة "العربي" التي قالت إن جميع الدول باتت تحسّب من أن هذا الوضع سيطول، وتفكر في إجلاء مواطنيها فعليًا من السودان، لفتت إلى أن الوضع على الأرض لا يسمح حتى الآن بهذا الإجلاء.
تحت أزيز الرصاص.. سودانيون يؤدون صلاة #عيد_الفطر في العاصمة #الخرطوم #السودان pic.twitter.com/EL7XmID6Yc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 21, 2023
وذكرت بأن "المطار شبه مدمر ولا يمكن الهبوط فيه وبأنه تحت مرمى نيران جميع الأطراف"، مؤكدة أنه ما لم تحدث هدنة حقيقية واتفاق على وقف إطلاق النار على الأقل في هذه المنطقة، لن تتمكن الدول من إجلاء رعاياها.
وبحسب مراسلتنا، تعرّض الرعايا الأجانب لمختلف أنواع الانتهاكات في الأيام الماضية، حيث أفادت تقارير داخلية لمنظمات دولية بأن موظفة يابانية تعرّضت للاغتصاب داخل الخرطوم في الأيام الأولى للقتال.
كما لفتت تقارير إلى حصول عمليات نهب تعرّض لها موظفون أمميون ودوليون وطواقم دبلوماسية في شوارع وسط مدينة الخرطوم.
"رقص على جماجم السودانيين"
تعليقًا على المشهد، يرى القيادي في قوى "الحرية والتغيير- المجلس المركزي" عروة الصادق، أن ما يحدث الآن هو رقص على جماجم السودانيات والسودانيين.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من الخرطوم، إلى أن "العاصمة شهدت يوم العيد عنفًا أقوى مما كان عليه الحال في الأيام السابقة".
ويتوقف عند ما أُعلن عنه من موافقة على "هدنة العيد"، موضحًا أن الناس يمضون إلى العيد تحت أزيز المدافع وهدير الطائرات.
ويسأل: هل يشي هذا المشهد بأن الجنرالات يريدون المضي نحو هدنة؟، قائلًا: لا أعتقد ذلك. ويرى أن من الداخل من يسعّر نيران الحرب ويريد الجلوس على رمادها.