الأربعاء 11 Sep / September 2024

هل أشعل "سلاح طاقة موجّه" حرائق ماوي؟

هل أشعل "سلاح طاقة موجّه" حرائق ماوي؟

شارك القصة

تقرير عن آخر المعطيات حول حرائق ماوي (الصورة: تيك توك)
انتشرت مجموعة من نظريات المؤامرة حول أسباب حرائق الغابات التي تسبّبت بمقتل حوالي 100 شخص في ماوي.

نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر شعاع ليزر من ما يُسمّى بـ"سلاح طاقة مُوجّه" يسقط من الفضاء، زاعمين أنّه السبب وراء اشتعال الحرائق المميتة في جزيرة ماوي هذا الشهر.

ويبدأ مقطع الفيديو بصورة لطريق مزدحم بمجتمع سكني مؤلف من منازل ذات أسقف حمراء وشقق شاهقة مع جبال مغطّاة بالثلوج في الخلفية. وفجأة، يبدو أنّ صاعقة من الضوء من السماء تضرب شيئًا على الأرض، ما يؤدي إلى اشتعال النيران فيها.

وكتب أحد مستخدمي منصّة "إكس" (تويتر سابقًا) الذين شاركوا المقطع، إنّ "الفيديو يُظهر الحقيقة المقلقة لما تسبّب بحرائق ماوي".

وهذا الفيديو هو ضمن مجموعة من نظريات المؤامرة التي راجت حول حرائق الغابات التي تسبّبت بمقتل حوالي 100 شخص في ماوي.

وكتب مستخدم آخر على منصة "إنستغرام" تعليقًا على الفيديو: "إليكم الحقيقة المروّعة وراء استخدام أسلحة الطاقة الموجّهة".

ما هو سبب الوميض؟

بالبحث عن الفيديو، وجدت وكالة أسوشييتد برس أنّ مقطع الفيديو ليس لجزيرة هاواي الشهيرة، بل يُظهر حادثًا وقع قبل أشهر في إحدى ضواحي سانتياغو في تشيلي، على بعد أكثر من 6 آلاف ميل في أميركا الجنوبية.

ونُشر الفيديو الأصلي على تطبيق "تيك توك" في 25 مايو/ أيار الماضي. وحقّق الفيديو أكثر من 9 ملايين مشاهدة.

كما ظهر المقطع بعد أربعة أيام في تقرير على قناة "Chilevision News"، والذي ذكر أن أحد المحوّلات انفجر بفعل رياح قوية، ما أدى إلى الوميض اللامع الذي يظهر في الفيديو.

وأشارت القناة إلى أنّ المقطع أثار على الفور تكهنات بأنّه ناجم عن هجوم عسكري أجنبي أو حتى هجوم من الفضاء الخارجي. إلا أنّ المراسل خافييرا سالازار قال بعد مقابلة عدد من السكان المحليين، إنّ الانفجار ليس "هجومًا أجنبيًا أو هجومًا عسكريًا، بل انفجارًا لمولّد كهربائي".

بدوره، قال هامبرتو فيرديجو، أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة سانتياغو دي تشيلي، إنّ الرياح الشديدة في ذلك اليوم تسبّبت على الأرجح في اصطدام أحد فروع الأشجار بالمعدات الكهربائية المعلقة فوق الأرض، مما أدى إلى الانفجار.

ورجّح سالازار أنّ يكون خط الضوء من السماء انعكاسًا التقطته الكاميرا، مما أدى إلى التوهّم بأنّه برق".

وأوضحت وكالة أسوشييتد برس أنّه بتشغيل الفيديو بشكل خلفي، يظهر الضوء من الموقع على الأرض قبل رؤية شعاع الضوء في السماء، مما يشير إلى أن الانفجار تسبّب في الشعاع، وليس العكس.

هل هو سلاح موجّه؟

ولمزيد من التوضيح، أكد إيان بويد، مدير مركز مبادرات الأمن القومي في جامعة كولورادو في بولدر، أنّه لا يُمكن رؤية طلقات سلاح الطاقة الموجّه، مضيفًا أنّ أشعة الليزر الحديثة ذات القوة العالية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، "وبالتالي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة".

علاوة على ذلك، أوضح بويد أنّ أنواع الليزر عالية الطاقة التي يتمّ تطويرها للاستخدامات العسكرية تتطلّب كميات هائلة من الطاقة، ويتمّ زرعها بقوة على الأرض، لا نشرها في الفضاء، كما يقترح بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال بويد: "يمكن إطلاق حمولات بحجم شاحنات في الفضاء، لكنّ المشكلة الأكبر هي في توليد 300 كيلوواط من الطاقة".

تابع القراءة
المصادر:
أسوشييتد برس
تغطية خاصة
Close