يتسلل الباحث غارسيا ليلًا إلى غابات استوائية في جنوب شرقي المكسيك ليبحث بين أشجارها عن أوبئة المستقبل.
يعمل الباحث على مطاردة الخفافيش، وما إن تقع في شباكه حتى يسحب من أجسادها الرفيعة دمًا وسوائل قد تساعده في بحثه العلمي.
وينتشر الاعتقاد بين العلماء أن هذه الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، هي مصدر وباء كورونا الذي حبس العالم عدة أشهر، والذي ما زالت تأثيراته باقية إلى اليوم.
يشارك غارسيا في برنامج علمي فرنسي مكسيكي يتمحور على العوامل المسببة للأمراض الحيوانية المنشأ من فيروسات وبكتيريا وطفيليات، تسببت في انتشار أوبئة عدة في المناطق الاستوائية خلال العقود الأخيرة مثل إيبولا.
جسر بين الحيوانات والبشر
وتقول مديرة مختبر الطب البيطري روزا إيلينا سارمينتو: "من بين الطيور اكتشفنا أنواعًا صُنفت كخزان لفيروس غرب النيل، وهو من الفيروسات المنقولة عن طريق البعوض ويمكن أن يضر بالجهاز العصبي للبشر".
وقد اختار علماء من معهد البحث والتطوير والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك منطقة يوكاتان الاستوائية المعرضة للخطر موقعًا لدراستهم.
وغابات يوكاتان التي تبعد ساعتين بالطائرة من مكسيكو ستي تعرت من الأشجار بسبب مشروع لسكك الحديد، وكثر فيها البعوض وباتت بيئة اعتبرها العلماء مثالية للبحث عن الأمراض الحيوانية.
وفي هذا السياق، توضح الباحثة في مختبر إلدورادو، أودري أرنال أن لديها تساؤلات كثيرة ربما ستجيب عنها منطقة يوكاتان.
وتقول: "من المهم معرفة أعداد البعوض الموجود لدينا هنا، لأنه ناقل لأمراض مختلفة مثل حمى الضنك، ويمكن أن يكون جسرًا بين الحيوانات البرية والبشر".
ويعتزم الباحثون في مرحلة لاحقة أخذ عينات دم من السكان المحليين لتحديد ما إذا كانوا يحملون فيروسًا من أصل حيواني.
كما يتضمن المشروع زيارة لهذه المجتمعات الريفية وإجراء مقابلات عن مواضيع اجتماعية وبيئية مع أفرادها.