أعلن مسؤولون أميركيون أمس الثلاثاء، أن جنديًا أميركيًا يواجه إجراءات تأديبية قد فرّ إلى كوريا الشمالية، ويُعتقد أنه محتجز لديها.
وأوضح الجيش الأميركي أن الجندي ترافيس كينغ انضم إلى جولة تعريفية في المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين، ثم عبر عمدًا ودون إذن من قيادته نحو كوريا الشمالية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي أعرب عن قلقه بشأن كينغ: "نراقب الوضع عن كثب ونحقق فيه ونعمل على إخطار أقرباء الجندي".
وبحسب الجيش الأميركي، فإن الجندي الذي فر إلى كوريا الشمالية كان قد التحق بالخدمة في العام 2021.
ويأتي فراره في وقت حساس يشهد توترًا شديدًا في شبه الجزيرة الكورية، ومع وصول غواصة أميركية مزودة بصواريخ باليستية مسلحة نوويًا إلى كوريا الجنوبية، في زيارة نادرة تُعد تحذيرًا لكوريا الشمالية بسبب أنشطتها العسكرية.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الأميركية في كوريا الكولونيل إيزاك تايلور: "نعمل مع نظرائنا في الجيش الشعبي الكوري لتسوية هذه الواقعة"، في إشارة إلى جيش كوريا الشمالية.
بدورها، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، إلى أن المسؤولين الأميركيين في وزارتَي الدفاع والخارجية والأمم المتحدة يعملون جميعًا من أجل "التوصل إلى مزيد من المعلومات المؤكدة وإيجاد حل لهذا الوضع".
"احتجز لبعض الوقت في كوريا الجنوبية"
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، أن الجندي كان من المقرر أن يواجه إجراءات تأديبية من الجيش الأميركي.
وقالا إنه أمضى بعض الوقت محتجزًا في كوريا الجنوبية لارتكابه مخالفة لم يكشفا عنها، ونقله الجيش الأميركي إلى المطار في طريقه للعودة إلى وحدته العسكرية الأساسية في الولايات المتحدة.
ولفت أحد المسؤولين إلى أن كينغ "اجتاز منفردًا الإجراءات الأمنية وصولًا إلى البوابة المخصصة له بالمطار، ثم قرر الفرار لسبب ما".
وأضاف أنه يجري الإعلان في المطار عن الجولات المدنية بالمنطقة منزوعة السلاح، وأن كينغ قرر فيما يبدو الانضمام لإحداها.
كما قال أحد المسؤولين إن الجندي لم يكن محتجزًا لدى الجيش الأميركي عندما قرر الفرار.
وتحظر وزارة الخارجية الأميركية على مواطنيها دخول كوريا الشمالية "بسبب استمرار الخطر الجاد بالاعتقال والاحتجاز طويل الأجل للمواطنين الأميركيين".
ومنذ الحرب الكورية 1950-1953، التي انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام، لا تزال الكوريتان رسميًا في حالة حرب وتفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح تمتد على طول حدودهما الشديدة التحصين.
وينتشر على جانبَي هذه الحدود جنود من جيشي البلدين تفصل بينهم منطقة منزوعة السلاح تشرف عليها قيادة الأمم المتحدة.
وقد أصبحت هذه المنطقة وجهة سياحية شهيرة في جانبها الجنوبي، إذ أنّ مئات الزوّار يقصدونها يوميًا للقيام بجولة فيها.
