الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

واشنطن ترجئ محادثات السودان.. كوارث إنسانية تجتاح شوارع العاصمة

واشنطن ترجئ محادثات السودان.. كوارث إنسانية تجتاح شوارع العاصمة

شارك القصة

مراسل "العربي" ينقل تأزم الوضع الإنساني في الخرطوم مع فشل استمرار الهدنة (الصورة: غيتي)
شهدت العاصمة السودانية تحليقًا لطائرات استطلاع أعقبه قصف نفّذه الجيش السوداني على موقع لقوات "الدعم السريع".

أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة أرجأت المحادثات بشأن السودان لأن الصيغة المتفق عليها لا تحقق النجاح المنشود.

كما أبلغت في لجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي اليوم، أن اتفاقات وقف إطلاق النار "لم تكن فعالة بشكل كامل"، لكنها سمحت بنقل المساعدات الإنسانية العاجلة.

وردًا على سؤال عن احتمال أن تفكر وزارة الخارجية الأميركية في اضطلاع مبعوث خاص بدور في تطبيق السياسة الأميركية في السودان، قالت إن الوزير أنتوني بلينكن يدرس تعزيز دور السفير الأميركي في الخرطوم جون غودفري.

وأضافت: "الحكومة الأميركية بأكملها منهمكة تمامًا في معالجة هذه الأزمة نظرًا لتأثيرها ليس فقط على السودان وإنما على المنطقة بأسرها".

وكانت الولايات المتحدة قد توسطت إلى جانب السعودية، في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" خلال محادثات بمدينة جدة السعودية.

وفرضت الولايات المتحدة هذا الشهر عقوبات على شركات اتهمتها بإذكاء الصراع في السودان مستهدفة شركتين مرتبطتين بالجيش وأخريين مرتبطتين بقوات الدعم السريع.

قصف متجدد على العاصمة

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوتر الميداني في السودان، بحيث أفاد مراسل "العربي" من الخرطوم وائل محمد الحسن أن الجيش السوداني نفذ غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في كل من أم درمان وبحري والخرطوم، سبقها تحليق مكثف لطائرات استطلاع.

هذا وشهدت أحياء المهندسين، والفتيحاب، وحمد النيل جنوبي أم درمان، ورئاسة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم، معارك برية تصدت خلالها قوات العمل الخاص بالجيش السوداني لهجوم من قوات الدعم السريع.

تجدد القصف على أم درمان – رويترز
تجدد القصف على أم درمان – رويترز

أزمات إنسانية متلاحقة

إنسانيًا، حذر مدير منظمة الصحة العالمية الأربعاء من أن العنف المستمر في السودان أدى إلى توقف نحو ثلثي مرافق الراعية الصحية عن العمل، نتيجة الاشتباكات المتواصلة في الفترة الأخيرة.

وفي هذا الإطار، يصف مراسلنا الوضع الإنساني في السودان بـ"السيئ جدًا"، لا سيما بعد نهاية الهدنة التي وجد فيها المواطنون متنفسًا من أجل الوصول إلى المستشفيات التي خرج أكثر من 60% من القوى العاملة فيها عن العمل.

وسبب ذلك، هو وجود بعض هذه المستشفيات داخل دائرة الاشتباكات المباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فضلًا عن التدني اللوجستي في المرافق الصحية مثل انقطاع الأوكسجين والأدوية، وغياب الكوادر الطبية.

كما لم تسلم المستشفيات وفق الحسن من عمليات النهب التي تقوم بها قوات عسكرية كما ذكر بيان لنقابة الأطباء.

مصابون يتلقون العلاج بمخيم في تشاد - رويترز
مصابون يتلقون العلاج بمخيم في تشاد - رويترز

ويردف الحسن: "الوضع الإنساني من سيء الى أسوأ حتى بالنسبة للهدنة، لم نشاهد إلا تقدمًا طفيفًا جدًا في وصول المرضى والجرحى والمصابين لهذه المستشفيات، ونحن الآن دخلنا في فصل الخريف بالسودان حيث يعاني المواطنون في الحالات العادية من الأمراض التي تتفشى في هذا الفصل".

 وما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية أكثر، تكدّس آلاف الأطنان من النفايات في شوارع الخرطوم ما يعني أن أول هطول للأمطار سيحول هذه الأوساخ إلى مرتع للجراثيم والميكروبات، وفق الحسن.

كما تحدّث مراسل "العربي" من الخرطوم أيضًا عن عدد من الجثث لم يتم دفنها منذ بداية الأحداث حتى الآن، ولم يتسن للصليب الأحمر أو حتى الهلال الأحمر السوداني دفنها، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية جديدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close