اندلعت اليوم الأربعاء اشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية بين طرفي الصراع بعد انتهاء هدنة مدتها 72 ساعة، وردت عدة تقارير عن انتهاكها، حسبما ذكرت وكالة "رويترز"، نقلًا عن شهود.
وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في السادسة صباح اليوم (04:00 بتوقيت غرينتش)، وردت تقارير عن اندلاع قتال في المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتي نهر النيل، الخرطوم وبحري وأم درمان.
ويدور الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، ما أدى إلى دمار في العاصمة واندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور غرب البلاد وفرار أكثر من 2.5 مليون شخص من ديارهم.
وأفاد شهود أنهم سمعوا أصوات طائرات الجيش في وقت مبكر من اليوم الأربعاء في أجواء أم درمان، وكذلك دوي النيران المضادة للطائرات التي تطلقها قوات الدعم السريع ونيران مدفعية من قاعدة في شمال أم درمان وأصوات اشتباكات على الأرض في جنوب الخرطوم.
وكان وقف إطلاق النار هو الأحدث في عدة اتفاقات هدنة عقدت من خلال محادثات بوساطة السعودية والولايات المتحدة في جدة.
وبمثل ما حدث خلال أوقات وقف إطلاق نار سابقة، وردت تقارير عن انتهاكات من الجانبين.
الاشتباكات في #السودان تتجدد رغم إعلان الهدنة ومنظمة أطباء بلا حدود تقول إن 15 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى #تشاد 👇 تقرير: كامل لطفي pic.twitter.com/Hn7mUIghF1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 20, 2023
وفي وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، تبادل الطرفان الاتهامات فيما يتعلق باندلاع حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع في مجمع دفاعي بوسط الخرطوم جرت حوله معارك منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/ نيسان.
ولوّحت السعودية والولايات المتحدة بـ"تأجيل محادثات جدة"، التي شكّك المنتقدون في فعاليتها أصلاً، إذا لم يحترم طرفا الصراع وقف إطلاق النار.
واندلع الصراع في السودان وسط خلافات حول خطط مدعومة دوليًا لإنهاء الحكم العسكري في أعقاب انقلاب عام 2021 وبعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير عبر انتفاضة شعبية.
حميدتي "يعتذر" من الشعب السوداني
في غضون ذلك، أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الثلاثاء، أن إنهاء الحرب بين قواته والجيش، "يكون عبر إيجاد حل شامل للأزمة في البلاد".
جاء ذلك في تسجيل صوتي منسوب لحميدتي نشر عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، فيما لم يصدر الجيش السوداني تعليق فوري بشأنه حتى الساعة.
وأضاف حميدتي أن "معالجة جذور وأسباب هذه الحرب التي خضناها يجب أن يكون بحل الأزمة الوطنية الشاملة التي تواجه الدولة السودانية منذ استقلالها (1956) وتأسيس دولة المواطنة والحقوق المتساوية".
حميدتي يأسف لأحداث الجنينة
وأعرب حميدتي، عن أسفه لأحداث مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور (غرب)، ومقتل حاكم الولاية خميس عبد الله أبكر.
وقال: "قمنا باتصالات خلال اليومين الماضيين لتهدئة الأوضاع في مدينة الجنينة وقواتنا لم تتداخل في القتال بالمدينة".
وأشار إلى أنه شكل لجنة تحقيق في أحداث الجنينة، معربًا عن استعداده للتعاون مع أي لجنة تحقيق مستقلة.
"انتهاكات خطيرة" وموجة نزوح تشهدها مدينة #الجنينة بولاية غرب دارفور في #السودان.. ماذا يجري هناك؟ 👇 @AnaAlarabytv pic.twitter.com/5vMjlAlsLy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2023
وشهدت الجنينة الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة اتخذت طابعًا قبليًا قتل خلالها المئات ونزح الآلاف إلى دولة تشاد المجاورة، وخرجت جميع مستشفيات المدينة من الخدمة كما تعطلت خدمات الاتصال والكهرباء.
والأربعاء، اتهم الجيش السوداني "الدعم السريع" باختطاف والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر من الجنينة، ثم قتله، من جانبها، نفت قوات "الدعم السريع" مسؤوليتها عن مقتل أبكر.
وعبر حميدتي عن أسفه للشعب السوداني عن الأذى البدني والنفسي والاقتصادي، بسبب الحرب التي قال إن قواته لم تخطط لها ولم تذهب إليها والتي خاضتها مجبرة للدفاع عن نفسها، وتخليص البلاد من قبضة ما وصفه بالنظام البائد الذي دمر حياة السودانيين ولتحرير الشعب من سيطرة السودان القديم الذي أورث البلاد الظلم والاستبداد.
وأضاف أنه يمتلك المعلومات والأدلة الكافية لعمليات التجنيد لأبناء القبائل التي تمت والنمر العسكرية الذي تم توزيع عشوائيا للقبائل ضمن الخطة الخبيثة لإشعال الحرب القبلية في دارفور.
والإثنين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء التقارير التي تحدثت عن هجمات على أساس الهويات العرقية.
وقال غوتيريش، خلال كلمته في مؤتمر المانحين للسودان الذي عقد بمدينة جنيف السويسرية: "إنني قلق بشكل خاص من التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي والعنف على أساس الجنس، والبعد العرقي للعنف في الجنينة".
