أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية في المناطق التي طالها القتال في السودان من الخدمة.
وأفادت المنظمة بأن حوالي 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي بجنيف: "حوالي ثلثي المرافق الصحية في المناطق المتضررة خارج الخدمة".
ولفت إلى أن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والمستودعات الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين الصحيين تمنع المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات.
وتحققت المنظمة الأممية من 46 هجومًا طال مرافق الرعاية الصحية منذ بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، حيث أوقعت المعارك الدائرة أكثر من ألفي قتيل، وفقًا لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع منذ بدء المعارك في 15 أبريل/ نيسان الماضي.
تداعيات كارثية للمعارك
وبينما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، شرّدت الحرب المستعرة أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور، بحسب ما قالت الأمم المتّحدة.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق تعبير الأمم المتّحدة.
وأشار تيدروس إلى أن الخطر الذي تشكله الأوبئة سيزداد خلال موسم الأمطار القادم، في ظل صعوبة الوصول إلى مياه صالحة للشرب، ونزوح السكان ومحدودية القدرة على اكتشاف تفشي الأمراض مبكرًا.
الاشتباكات في #السودان تتجدد رغم إعلان الهدنة ومنظمة أطباء بلا حدود تقول إن 15 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى #تشاد 👇 تقرير: كامل لطفي pic.twitter.com/Hn7mUIghF1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 20, 2023
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أطلقت الأسبوع الماضي نداءً للتمويل بقيمة 150 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمتضررين من العنف في السودان والذين فرّوا إلى البلدان المجاورة.
ومضى يقول: "أشعر بقلق عميق على صحة ورفاهية الشعب السوداني، ومنظمة الصحة العالمية تستكشف جميع السبل لتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه".
وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف، الإثنين الماضي بتقديم 1،5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقًا لتقديراتها الميدانية.
اقتحام منزل السفير الجزائري
وفي سياق آخر، أدانت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، "اقتحام قوات الدعم السريع" منزل السفير الجزائري بالعاصمة الخرطوم و"سرقة محتوياته".
وذكرت الوزارة في بيان، أنها "تدين بأشد العبارات قيام قوات الدعم السريع المتمردة يوم أمس الثلاثاء 20 يونيو/ حزيران 2023 باقتحام منزل السفير الجزائري بالخرطوم وسرقة محتوياته وتخريب الأثاث والسيارات".
وأوضحت أن ذلك يعد "انتهاكًا سافرًا للهدنة والأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية".
ودعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي لإدانة قوات الدعم السريع "بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام آليات العدالة الوطنية والدولية".
ومنذ بدء القتال في السودان بين الجيش و"الدعم السريع"، ظل الاعتداء على المقار الدبلوماسية بالعاصمة الخرطوم سمة تلازم الاشتباكات بين الطرفين.
واندلعت اليوم الأربعاء اشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية بين طرفي الصراع بعد انتهاء هدنة مدتها 72 ساعة.