في ظل إسقاط القوات الأوكرانية طائرات مسيّرة إيرانية انتحارية تستخدمها روسيا في المعارك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، الإثنين، أن واشنطن تتفق مع التقييمات البريطانية والفرنسية بأن قيام إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وقال للصحفيين في إشارة إلى الطائرات المسيرة: "قدم حلفاؤنا الفرنسيون والبريطانيون في وقت سابق اليوم تقييمًا بأن تقديم إيران هذه الطائرات المسيرة إلى روسيا يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. هذا شيء نتفق معه".
سلسلة هجمات بطائرات مسيرة
ومضى باتل يقول: "نعتقد أن هذه الطائرات المسيرة التي نُقلت من إيران إلى روسيا واستخدمتها روسيا في أوكرانيا من بين الأسلحة التي ستظل محظورة بموجب القرار رقم 2231".
ورصدت أوكرانيا سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد 136" في الأسابيع القليلة الماضية. وتنفي إيران تزويد روسيا بالطائرات المسيّرة، بينما لم يدل الكرملين بأي تعليق.
وسبق أن أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في يوليو/ تموز الماضي، أن مسؤولين روسًا زاروا إيران مرتين على الأقل هذا الصيف، لمعاينة الطائرات المسيّرة الإيرانية.
ولجأت موسكو إلى حليفتها طهران لتزويدها بالطائرات المسيّرة، خاصّة وأنها تعاني نقصًا فادحًا في المعدات نتيجة الحرب المستمرة على أوكرانيا منذ أكثر من 8 أشهر.
تزويد #روسيا بطائرات مسيرة إيرانية.. هل تصبح #طهران طرفا في الحرب الروسية الأوكرانية؟ pic.twitter.com/pdOfn3mDBs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 16, 2022
وتمتلك طهران نظامًا قويًا ومتنوّعًا من المسيّرات، كونها موردًا رئيسًا للـ"درون" منذ عقود.
وكانت كييف قد أعلنت تخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران على خلفية إمداد هذه الأخيرة القوات الروسية بطائرات مسيّرة، في خطوة وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنها "تواطؤ مع الشر".
وكانت السلطات العسكرية الأوكرانية في جنوب البلاد، أعلنت في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، بأنها تمكنت من إسقاط ما لا يقل عن سبع طائرات مسيّرة إيرانية، من بينها ست طائرات من طراز "شاهد-136" الانتحارية، فوق البحر بالقرب من مينائي أوديسا وبيفديني.
مسيرة إيرانية استهدفت كييف
وذكر مسؤول أن وزارة الخارجية قدرت أن طائرات مسيرة إيرانية استُخدمت في هجوم وقع في ساعة ذروة صباح الإثنين، على العاصمة الأوكرانية كييف.
كما اتهمت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، طهران بالكذب عندما قالت إن الطائرات المسيرة الإيرانية لا تستخدمها روسيا في أوكرانيا.
وأيد القرار رقم 2231 الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، والذي حدت طهران بموجبه من نشاط تخصيب اليورانيوم مع رفع العقوبات الدولية.
وبموجب القرار، ظل حظر الأسلحة على إيران ساريًا حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وعلى الرغم من الجهود الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انسحبت بلاده من الاتفاق في عام 2018، لتمديد الحظر، فإن مجلس الأمن رفض التمديد ليمهد الطريق أمام إيران لاستئناف تصدير السلاح.
ومع ذلك، قال دبلوماسيون غربيون إن القرار ما زال يتضمن قيودًا على الصواريخ وتقنياتها؛ تستمر حتى أكتوبر تشرين الأول 2023 وتشمل تصدير وشراء أنظمة عسكرية متطورة مثل الطائرات المسيرة.
يذكر أنه في أوائل سبتمبر/ أيلول الجاري، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة إيرانية، اتهمتها بتنسيق رحلات جوية لنقل الطائرات المسيّرة من طهران إلى روسيا، إضافة إلى فرض عقوبات على شركات لها علاقة بتصنيع وإنتاج تلك الطائرات.