الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"وحشية إسرائيلية".. إدانة دولية لاعتداءات الاحتلال على مراسم تشييع أبو عاقلة

"وحشية إسرائيلية".. إدانة دولية لاعتداءات الاحتلال على مراسم تشييع أبو عاقلة

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش تداعيات ممارسات الاحتلال الإسرائيلي خلال جنازة الصحافية أبو عاقلة في القدس (الصورة: الأناضول)
دعا مجلس الأمن الدولي إلى تحقيق فوري وشامل وشفاف وحيادي في مقتل أبو عاقلة، مشددًا على ضرورة ضمان محاسبة منفذ عملية القتل هذه أو منفذيها.

دان مجلس الأمن الدولي الجمعة "بشدة مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة وإصابة صحافي آخر في 11 مايو/ أيار، بمدينة جنين في الضفة الغربية"، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه.

ودعا البيان إلى "تحقيق فوري وشامل وشفاف وحيادي" في مقتل أبو عاقلة، مشددًا على "ضرورة ضمان محاسبة" منفذ عملية القتل هذه أو منفذيها.

واكتفى البيان الذي تمّ اعتماده بالتذكير بأنه "ينبغي حماية الصحافيين بوصفهم مدنيين"، ولم يأتِ على ذكر الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين خلال جنازة الصحافيّة أبو عاقلة الجمعة.

"انزعاج أميركي عميق"

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "الانزعاج العميق" للولايات المتحدة من تدخل الشرطة الإسرائيلية الجمعة في جنازة أبو عاقلة.

وقال بلينكن في بيان: "شعرنا بانزعاج عميق لرؤية مشاهد الشرطة الإسرائيلية تقتحم موكب جنازتها". وأضاف: "كل عائلة تستحق أن تكون قادرة على دفن أحبائها بطريقة محترمة وبلا عوائق".

وتابع: "نبقى على اتصال وثيق بنظيرَينا الإسرائيلي والفلسطيني، وندعو الجميع إلى الحفاظ على الهدوء وتجنب أي أعمال من شأنها تصعيد التوتر".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد صرحت أمس الجمعة: "شاهدنا كل هذه الصور، إنّها تثير انزعاجًا كبيرًا. نأسف للتدخل في ما كان ينبغي أن تكون جنازة هادئة".

وردًا على سؤال عمّا إذا كانت تدين ما حصل، اكتفت بالقول: "حين نقول إن هذه المشاهد مزعجة، فإننا بالتأكيد لا نبررها".

غوتيريش "منزعج" من أعمال العنف

بدوره، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة عن "انزعاجه الشديد" من تصرّف "بعض عناصر الشرطة" الإسرائيلية خارج مستشفى القديس يوسف في القدس الشرقية لدى إخراج نعش أبو عاقلة، بحسب ما قال متحدث باسمه.

وأوضح فرحان حق، المتحدث باسم غوتيريش، أن انزعاج الأمين العام للأمم المتحدة يتعلق أيضًا بـ"المواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين المحتشدين في مستشفى القديس يوسف".

وأضاف أن غوتيريش "يُواصل الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان الأساسية، بما فيها حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي".

وفي سياق متصل، دان الاتحاد الأوروبي بلسان مسؤول الشؤون الخارجية جوزيب بوريل "استخدام العنف بشكل غير متناسب والتصرف المخل بالاحترام من جانب الشرطة الإسرائيلية تجاه المشاركين في موكب التشييع".

وأعربت القنصلية الفرنسية في القدس عن "صدمتها الشديدة" من "عنف الشرطة" في المستشفى.

والجمعة، هاجم جنود إسرائيليون شبانًا ورجالًا كانوا يحملون نعش أبو عاقلة لنقله من المستشفى الفرنسي في القدس الشرقية إلى الكنيسة التي أقيمت فيها الصلاة، في محاولة على ما يبدو لنزع أعلام فلسطينية كان يحملها البعض، وبدا للحظة أنّ النعش سيسقط أرضًا.

وحشية نظام الفصل العنصري الإسرائيلي

من جهتها، أعربت دولة قطر عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس خروج جثمان الإعلامية شيرين أبو عاقلة من المستشفى الفرنسي وقمعها مسيرة التشييع". 

وقالت الخارجية القطرية في بيان: إن "سلطات الاحتلال لم تكتفِ بقتل شيرين بدم بارد أثناء أداء واجبها، بل استمرت في إرهاب المدنيين والمشاركين في الجنازة حتى مثواها الأخير، ما يعكس وحشية نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وتجرّده من القيم الإنسانية كافة".

"كيان مستعمر"

وفي هذا الإطار، أكد الأكاديمي الفلسطيني منير نسيبة، أن الاحتلال بعدما أقدم عليه أمس الجمعة من اعتداء على المشاركين في جنازة أبو عاقلة، يثبت بأنه لديه رغبة في السيطرة على الشعب الفلسطيني، غير آبه بصورته أو مصالحه، وسط مراقبة العالم كله جنازة الصحافية الفلسطينية.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من القدس المحتلة، أن الاحتلال بوضعه شروطًا على جنازة أبو عاقلة ومنها عدم رفع العلم الفلسطيني يدل على أنه كيان مستعمر، ويحاول محو الهوية الفلسطينية وإنكار الوجود الفلسطيني.

ولفت إلى أن المحكمة الجنائية تتباطأ في تحريك الدعاوى الجنائية على مجرمي الحرب الإسرائيليين، مشددًا على وجوب أن تتحمل مسؤوليتها وتتحرك بشكل أفضل كي تكون منصة للعدل في العالم.

وأكد نسيبة أن الاحتلال باغتيال أبو عاقلة يحاول تخويف الصحافيين وإبعادهم عن الساحات التي يتوجب عليهم أن يكونوا فيها.

واغتيلت مراسلة قناة الجزيرة التي دخلت بيوت الفلسطينيين والعرب وقلوبهم، الأربعاء، برصاصة في جنين علمًا بأنها كانت ترتدي سترة واقية من الرصاص عليها شعار "صحافة" وخوذة واقية.

وأثار مقتل أبو عاقلة موجة غضب في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي حيث تابع الملايين تحقيقاتها على مدى أكثر من عشرين عامًا. كذلك، طالبت دول أوروبية عدة ومنظمات دولية بإجراء تحقيق "مستقل" و"شفاف" في قتلها.

وأبو عاقلة هي الصحافية السابعة التي تُقتل في الأراضي الفلسطينية منذ 2018، بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، وقد رُفعت صورتها في مسيرات في تركيا والسودان ولبنان وعلى مبنى في العاصمة القطرية. كما اجتاحت صورها وتقاريرها والتعازي بها مواقع التواصل الاجتماعي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close