الإثنين 2 Sep / September 2024

وداعًا للمواد الكيميائية.. بودرة طبيعية من تشاد لتنعيم شعر النساء

وداعًا للمواد الكيميائية.. بودرة طبيعية من تشاد لتنعيم شعر النساء

شارك القصة

يحظى مسحوق تشيبي بشعبية في إفريقيا - غيتي/ تعبيرية
يحظى مسحوق تشيبي بشعبية في إفريقيا - غيتي/ تعبيرية
تلجأ النساء في تشاد لاستخدام بودرة تشيبي للحصول على شعر طويل وناعم خلال فترة من ستة إلى تسعة أشهر.

تجلس زبونات آتشي موسى على حصيرتها كل أربعة أيام في إحدى أسواق نجامينا، عاصمة تشاد، في انتظار تطبيق بودرة تشيبي الموروثة عن القدماء والمعروفة بخصائصها على الشعر، إذ تساعد على نموّه بشكل سريع.

وتقول مصففة الشعر إن "مسحوق تشيبي يجعل الشعر ناعمًا وطويلًا خلال ستة إلى تسعة أشهر". وكغيره من المنتجات الطبيعية المحلية، يحظى بشعبية في إفريقيا لأنه مكوّن طبيعي على عكس مستحضرات التجميل الكيميائية، التي يُقال إنها خطرة على الصحة وقد تسبب السرطان وتتعرض لانتقادات متزايدة.

أما وصفة آتشي موسى فبسيطة، إذ تحمّص بذور تشيبي وتطحنها. وهذه البذور هي ثمرة شجيرة موجودة بكثرة في منطقة غيرا الجبلية في وسط تشاد. ثم تضيف بذور الكرز وحبوب القرنفل التي تطحنها أيضًا لإضافة "رائحة عطرة" على الخليط، هي أشبه برائحة توابل "تبقى على الشعر حتى بعد غسله".

بودرة تشيبي تقليد من جيل إلى جيل 

ويصل شعر زبوناتها إلى أسفل ظهورهنّ. وعلى كل خصلة من الشعر، تطبق المزيج من الجذور إلى الأطراف قبل اعتماد تسريحة غوروني التقليدية التي تتضمّن ضفائر عدة.

وقد تم تناقل هذا التقليد من جيل إلى جيل على مر العصور. وتقول موسى التي تتقاضى 2000 فرنك (نحو 3,20 دولارات) عن كل تسريحة: "لقد ورثنا هذه المهنة عن أمهاتنا، وهنّ أيضًا تعلّمن تفاصيلها من جدّاتنا، وفي قريتنا تسرّح أمهاتنا الشعر ببودرة تشابي حصرًا".

ولا يستطيع تحمّل تكاليف هذه الخدمة سوى البعض في ثاني أقل دولة نموًا في العالم، بحسب أحدث تصنيف للأمم المتحدة، وحيث لا يزال أكثر من ثلث السكان غارقين في فقر مدقع، وفق البنك الدولي.

لكن نسيبنتوم، وهو "مصفف شعر" كونغولي من برازافيل يحظى بشعبية كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء القارة يعتبر أن "فكرة أنّ النساء التشاديات اللواتي يستخدمن تشيبي يتمتّعن بشعر طويل غير دقيقة، إذ ليس لهذا المنتج تأثير المعجزة. لديهنّ مادة خام لا نملكها".

ويقول في حديث عبر الهاتف "إنّ الوقت الذي تمضيه المرأة لوضع علاجات منتظمة للشعر هو ما سيجعله ينمو".

أما منوبيا عبد الناصر كادرغيلي (30 عامًا)، التي ابتكرت ماركة لمنتجات الشعر يشكل تشابي مكوّنها الرئيسي، فتلفت إلى أنها "لاحظت أنّ النساء التشاديات يحاولن إبقاء إطلالتهنّ طبيعية".

بودرة الشيب
يصل شعر مستخدمات البودرة إلى أسفل ظهورهنّ- إكس

وتضيف "إنهنّ الآن في نابي، وهو مصطلح مؤلف من كلمتين إنكليزيتين هما "ناتشرل" أي طبيعي" و"هابي" أي سعيد. ونابي هي حركة نشأت في الولايات المتحدة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحضّ النساء على العودة إلى الشعر المجّعد والطبيعي.

في عام 2019، تركت  كادرغيلي دراستها في العلاقات الدولية لتصمّم ماركتها الخاصة للعناية بالشعر.

وفي باحة مجمّع عائلي، تقوم بمساعدة إحدى بنات عمومتها بتنظيف وطحن وتعبئة المساحيق والزيوت والمراهم التي يشكل تشيبي مكوّنها الرئيسي. ويظهر على عبوتها شعار يمثل امرأة سوداء مع تاج إفريقي ضخم.

وتجلس مرة واحدة في الأسبوع داخل بهو فندق في وسط مدينة نجامينا يرتاده زبائن أجانب عابرون أو مغتربون، يشكلون اليوم غالبية زبائنها.

ومن بين هؤلاء ألويس دي غونزاغ نيوييتا البالغ 50 عامًا، وهو مقيم في كندا ويشتري منتجات لمتجره في كل مرة يزور فيها تشاد. ويؤكد أن طول ضفائره وقوّتها يعودان إلى هذه المنتجات التي يستخدمها.

ويضيف الرجل المعجب بالمنتجات الإفريقية والذي يحلم أحيانًا ببيع تشيبي: "يسألني الناس ما إذا كان هذا شعري الحقيقي، وأجيب بنعم".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب

الدلالات

Close