كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الإثنين، أن 3 وزراء إسرائيليين يفكرون بالاستقالة، للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتحمل مسؤولية ما جرى في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عندما أطلقت كتائب القسام عملية "طوفان الأقصى".
وقالت الصحيفة إن 3 وزراء على الأقل (لم تسمهم) يفكرون بالاستقالة لإجبار نتنياهو على تحمل مسؤولية أحداث 7 أكتوبر، في غلاف قطاع غزة".
ونقلت عن وزير لم تسمه قوله: "الوضع الذي وصلنا إليه لا يصدق، وببساطة لا يجب السماح له (نتنياهو) بالاستمرار".
وأضافت الصحيفة: "يصر نتنياهو على عدم تحمل مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر، على الرغم من أن قليلين يعتقدون أنه سيصمد أمام موجة الغضب التي تنتظره في اليوم التالي (للحرب)".
وتابعت: "يفكر آخرون في الائتلاف في اتخاذ خطوة في نهاية الحرب من شأنها أن تتركه بدون حكومة".
وكان عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين الإسرائيليين أعلنوا في الأيام الماضية، أنهم يتحملون المسؤولية عمّا جرى، ولكن نتنياهو لم يفعل.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو قولهم: "لماذا من الضروري أن يعلن رئيس الوزراء وسط المعركة أن هذه مسؤوليته؟".
وأضاف المقربون الذين لم تسمهم الصحيفة: "هذا ليس ضروريًا في مثل هذه الفترة الدراماتيكية، بل إن مثل هذا الاعتراف قد يكون ضارًا، ربما أمنيًا، وربما إستراتيجيًا، وربما على المستوى المعنوي العام".
وتابعوا: "نتنياهو لا ينوي الاستقالة في منتصف الحرب، هذا الأمر ليس على جدول الأعمال، فلماذا الانشغال به؟".
لكن الصحيفة أشارت إلى أن "الذين انزعجوا من عدم صدور بيان رئيس الوزراء، رأوا في الأيام الأخيرة جميع رؤساء الأجهزة الأمنية يعترفون بشكل أو بآخر بمسؤوليتهم عن الفشل، وهو ما يدل على أنهم يعتزمون الاستقالة وإخلاء مقاعدهم في اليوم التالي للحرب".
وقالت: "الوحيد الذي يصر على عدم القيام بذلك هو نتنياهو".
"نتنياهو لن يعترف بالذنب"
وأضافت: "إصراره على عدم التصريح بأي شيء في الموضوع يترك غموضًا حول إمكانية استمراره في ولايته، على الرغم من أن قليلين يعتقدون أنه سيكون قادرًا على الاستمرار في منصبه، بسبب موجة الغضب العام الغارقة في الحزن والصدمة التي ستستمر في اليوم التالي (للحرب)".
وتابعت: "تقدر مصادر سياسية أن نتنياهو لن يعترف بالذنب لأن هذا ببساطة ليس جزءًا من شخصيته، فطوال سنوات ولايته لم يعتذر أبدًا عن أي شيء، ومن غير المرجح أن يبدأ الآن".
واستدركت: "هناك من حوله (نتنياهو) من يؤكدون أنه بعد دخول الجيش الإسرائيلي بريًا إلى قطاع غزة - والذي يتم تأجيله حاليًا لأسباب ليس من الواضح ما إذا كانت عملياتية أم دبلوماسية أم كليهما - فإن الانشغال بمسألة مسؤوليته الشخصية سيقل".
وفي وقت سابق الإثنين، قالت الصحيفة ذاتها، إن هناك أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، على خلفية مجريات الأحداث في قطاع غزة.
والأحد، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر الجاري، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش.
وبعد عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل فلسطينية في غزة، اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية على التنبؤ بالهجوم يمثل "فشلًا كارثيًا ستكون له انعكاساته السياسية".