السبت 14 Sep / September 2024

وزيرة التجارة الأميركية في الصين.. بكين تحذر واشنطن من القيود المفروضة

وزيرة التجارة الأميركية في الصين.. بكين تحذر واشنطن من القيود المفروضة

شارك القصة

تتصدر مسألة القيود التجارية الأميركية قائمة الخلافات مع الصين- منصة اكس تويتر سابقًا.
تتصدر مسألة القيود التجارية الأميركية قائمة الخلافات مع الصين- منصة اكس تويتر سابقًا.
أكّدت الوزيرة الأميركية لرئيس الوزراء الصيني أنّ واشنطن ترغب "بالعمل معكم كقوتين عالميتين للقيام بما يعدّ صحيحًا بالنسبة للبشرية جمعاء". 

حذّر رئيس الوزراء الصيني المسؤولين الأميركيين الثلاثاء من أنّ السعي لـ"تسييس" القضايا التجارية سيكون "كارثيًا" بالنسبة للاقتصاد العالمي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وتقوم وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو بزيارة إلى الصين مدتها أربعة أيام على أمل تخفيف حدة التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

إشكالية القيود التجارية الأميركية

وقد طرح رئيس الوزراء لي تشاينغ لدى لقائه الوزيرة مسألة القيود التجارية الأميركية المفروضة على بكين والتي تصرّ واشنطن على أنّها ضرورية من أجل أمنها القومي. لكن الصين ترى أنّ هدفها عرقلة نهوضها الاقتصادي.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لي قوله للوزيرة الأميركية: "إنّ تسييس مسائل اقتصادية وتجارية وتوسيع نطاق مفهوم الأمن بشكل كبير يؤثر بشكل خطير على العلاقات الثنائية والثقة المتبادلة"، معتبرًا أن ذلك "يقوّض أيضا مصالح الشركات وشعبي البلدين وسيترك أثرًا كارثيًا على الاقتصاد العالمي". 

ومنذ عقود، تدهورت العلاقة بين البلدين إلى أدنى مستوياتها وتتصدر مسألة القيود التجارية الأميركية قائمة الخلافات.

خطوة "مناهضة للعولمة"

وفي أغسطس/ آب الجاري، أصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى فرض قيود على استثمارات أميركية محددة في مجالات التكنولوجيا المتطورة الحساسة في الصين، في خطوة نددت بها بكين على اعتبارها "مناهضة للعولمة". 

وتطال القواعد المتوقّعة منذ مدة طويلة والتي ستُطبّق العام المقبل على الأغلب، قطاعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

وحضّ لي الولايات المتحدة الثلاثاء على تغيير سياستها، مشيرًا إلى أنه يتعيّن "على الطرفين تعزيز التعاون الثنائي الذي يأتي بمنفعة متبادلة وتخفيف حدة التوتر والمواجهة ودعم التعافي الاقتصادي العالمي بشكل مشترك والتعامل مع التحديات العالمية". 

واستغلّ لي اللقاء لإدانة السياسية الأميركية، فيما شدّدت على أهمية التواصل بشكل منفتح بين القوتين، مشيرة إلى قضايا "تثير القلق عالميًا" مثل التغيّر المناخي والذكاء الاصطناعي والإدمان على الفينتانيل. 

وأكّدت الوزيرة الأميركية لرئيس الوزراء الصيني أنّ واشنطن ترغب "بالعمل معكم كقوتين عالميتين للقيام بما يعدّ صحيحًا بالنسبة للبشرية جمعاء". 

وقالت: "يتوقّع العالم منّا التدخّل معاً لحلّ هذه المشكلات"، مشددة على أن الولايات المتحدة لا تسعى لفك ارتباط اقتصادها مع الصين. وأضافت: "نسعى للمحافظة على علاقتنا التجارية البالغة قيمتها 700 مليار دولار مع الصين". 

واشنطن ملتزمة بحماية أمنها القومي

كما أفاد بيان نشرته وزارة التجارة الأميركية لخص مجريات الاجتماع أنّ ريموندو "أكّدت على التزام الولايات المتحدة اتّخاذ الإجراءات اللازمة (لحماية) الأمن القومي الأميركي" إضافة إلى "ضمان التعامل بشكل منصف وشفّاف مع الشركات الأميركية وتأسيس أرضية متكافئة للعمال الأميركيين والأعمال التجارية الأميركية". 

كما التقت ريموندو نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ ووصفت العلاقة الصينية-الأميركية بأنها "من بين الأهم" في العالم. وقالت في جزء من الاجتماع سُمح للصحافيين بحضوره إنّ "إدارة هذه العلاقة بشكل مسؤول يعدّ أمرًا حاسمًا بالنسبة لبلدينا وبالطبع للعالم بأسره". 

لكن الوزيرة أثارت أيضًا في محادثاتها الممارسات الصينية التجارية غير المنصفة، وفق وزارة التجارة، وشدّدت على "أهمية تعزيز حماية الأسرار التجارية للشركات الأميركية التي تنشط في الصين".  لكنّ ريموندو شدّدت على أنّ الولايات المتحدة لا تسعى "لعرقلة الاقتصاد الصيني". 

وقبل أن تغادر البلاد الأربعاء، من المقرر أن تزور ريموندو شنغاهاي، المركز الاقتصادي الأهمّ في الصين. 

"الحد من سوء الفهم" 

وتنضمّ وزيرة التجارة بذلك إلى عدد من كبار المسؤولين الأميركيين الذين زاروا الصين مؤخرًا، في إطار مساعي واشنطن لتحسين علاقتها مع أكبر خصم استراتيجي لها.

واستغلّت الوزيرة الزيارة لعقد محادثات صريحة مع الصينيين بشأن القيود التجارية. والتقت الإثنين وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو واتفقا على تأسيس مجموعة عمل لتسوية النزاعات التجارية بين البلدين.

واتّفقا أيضًا على إنشاء ما أطلقت عليه واشنطن "تبادل معلومات متعلقة بإنفاذ مراقبة الصادرات" الذي وصف بأنه منصة "للحد من سوء الفهم لسياسات الأمن القومي الأميركي". 

تابع القراءة
المصادر:
وكالات