أجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان محادثات مع نظيره الإيراني أمير حسين عبد اللهيان في أول زيارة لوزير سعودي إلى طهران منذ نحو عقد من الزمن.
وأكد فرحان خلال مؤتمر صحافي، أنّ البلدين يعملان على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بعد إعادة افتتاح السفارتين، واصفًا مباحثاته مع نظيره الإيراني بـ"الإيجابية".
وبعد لقائه نظيره حسين أمير عبداللهيان، التقى الوزير السعودي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وبهذه الزيارة، تقطع إيران والسعودية شوطًا جديدًا في المصالحة بينهما بعد سبع سنوات من القطيعة والعداء، إن جاز التعبير، بين القوتين الاقليميتين.
وقد دعا الملك سلمان بن عبد العزيز رئيسي إلى زيارة المملكة العربية السعودية قريبًا. لكن لم يتم الإعلان عن موعد هذه الزيارة التي من المفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على عملية المصالحة.
"مرحلة جديدة" بين إيران والسعودية
وبحسب مراسل "العربي" في طهران، فإنّ الحديث عن مرحلة جديدة بين إيران والسعودية أمر لم يعد بالجديد، في ضوء التطورات التي شهدتها العلاقة منذ الاتفاق الذي تمّ برعاية الصين.
ويشير مراسلنا إلى أنّ وزيري الخارجية السعودي والإيراني حاولا أن يتّسما بالتوازن خلال المؤتمر الصحافي، حيث مرّا على مختلف الموضوعات المشتركة، ولم يتطرقا إلى مواضيع معيّنة على حساب مواضيع أخرى.
ويلفت إلى أنّ أبرز نقطة تمّ الحديث عنها من قبل الجانبين هي مسألة القضية الفلسطينية، حيث يبدو أنّ الجانب الإيراني حاول استغلال هذه الزيارة للإشارة إلى هذه المسألة بوصفها نقطة انطلاق في العلاقة بين البلدين.
وبموجب المصالحة، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في 6 يونيو/ حزيران الجاري، وعيّنت الدبلوماسي علي رضا عنايتي، نائب وزير الخارجية حتى ذلك الحين، سفيرًا لها.
وتأخرت إعادة فتح السفارة السعودية في طهران بسبب سوء حالة المبنى الذي تضرر جراء هجوم المتظاهرين عام 2016. وسيتم تشغيلها مرة أخرى "قريبًا"، وفق ما أشار فيصل بن فرحان من دون إعلان موعد محدد.
وبانتظار الانتهاء من الأشغال، سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم في طهران، بحسب تقارير إعلامية.
"تصفير الأزمات إلى حدّها الأدنى"
ويرى مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري أنّ التفاؤل ضرورة، مشيرًا إلى أنّ الجانبين السعودي والإيراني معنيّان بأنّ يقولا للعالم بأنّ الأمور تسير في المسار الصحيح.
ويذكّر في حديث إلى "العربي"، من استديوهات لوسيل، بأنّ ما جرى هو اتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية، وبالتالي هناك طريق ينبغي أن يسلكه الطرفان من أجل بناء هذه العلاقات.
ويشير إلى أنّ الأمر الأساسيّ هو أنّ الطرفين معنيّان بتصفير الأزمات الموجودة بينهما إلى أدنى درجة ممكنة، مشدّدًا على أنّ التصفير هنا لا يعني حلّها بقدر ما هو التفاهم على توافقات معيّنة يمكن السير عليها.
ويلاحظ الحديث عن "توافقات" في المؤتمر الصحافي، وهو ما يعني في العرف الدبلوماسي أنّ الاختلاف لا يزال موجودًا، لكن يمكن تجاوز بعض الاختلافات للوصول إلى بعض التوافقات، علمًا أنّ التوافق لا يعني الرضا الكامل.
ويلفت الزويري إلى أنّ الملفات العالقة ليست معنيّة بهما كبلدين محدّدين، بقدر ما هي ملفات تعني الإقليم، على غرار ملف اليمن، وسوريا.