أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أنّ "القضايا الفنية" في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 جرى حلّها، لكنّ مسائل سياسية هي التي تحول حتى الآن دون تفاهم مع القوى الكبرى.
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني في وقت أعلنت طهران فيه عن اعتقال ثلاثة جواسيس يعملون لحساب الموساد الإسرائيلي، في جنوب البلاد.
إنجاز القضايا الفنية
وفي التفاصيل، أوضح إسلامي أنّ "القضايا الفنية ذات الصلة بمفاوضات فيينا أنجزت وتحدّدت"، مشدّدًا على تبقّي "قضايا سياسية عالقة".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكّد الإثنين الماضي، وجود نقاط عالقة بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الرسائل التي تلقتها طهران من واشنطن عبر المنسّق الأوروبي للمباحثات "أبعد من أن تمثّل الحلول التي تخوّل الحديث عن اتفاق".
وأتى ذلك بعدما أكّد خطيب زاده مطلع أبريل/ نيسان أنّ المفاوضين الإيرانيين لن يعودوا إلى العاصمة النمساوية سوى لإنجاز التفاهم الذي سيعيد العمل بالاتفاق النووي، وليس لخوض مباحثات إضافية.
يذكر أن اتفاق 2015 وقعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وأجرت إيران مفاوضات في فيينا مع الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا (4+1)، لإحياء الاتفاق النووي، حيث شاركت الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر من خلال الاتحاد الأوروبي الذي يضطلع بدور المنسق.
ومنذ نحو 11 شهرًا، تخوض إيران والدول المعنية مفاوضات بدت تحرز تقدّمًا في الأسابيع الأخيرة، وقد ذهب بعض المفاوضين إلى حد الإعلان عن اتفاق وشيك.
وتهدف المفاوضات المعلّقة راهنًا، إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، في مقابل عودة هذه الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.
قضايا عالقة
ومن أبرز القضايا المتبقية طلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية" والتي أدرج فيها في 2019 بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق.
وفي حين لم تعلن واشنطن موقفًا نهائيًا من مسألة رفع اسم الحرس من عدمه، يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن الراغب في إعادة بلاده إلى الاتفاق لكن بشرط عودة إيران للامتثال لكامل تعهداتها، أكثر ميلاً لإبقاء الحرس على القائمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس هذا الأسبوع: "إذا أرادت إيران رفعاً للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطّى الاتفاق النووي".
ورأى محللون أن هذا الموقف مؤشر على اعتبار واشنطن أنّ إدراج الحرس على قائمة المنظمات "الإرهابية" غير مرتبط بالملف النووي.
كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب القول الفصل في كل شؤون الدولة بما فيها برنامج إيران النووي، شدّد على ضرورة عدم ربط مستقبل بلاده التي تتعرض لعقوبات قاسية، بنجاح أو فشل المحادثات النووية.
إيران تقبض على جواسيس
وفي شأن إيراني آخر، أفادت وزارة الاستخبارات الإيرانية، في تقرير نشرته وكالة "فارس" شبه الرسمية، بأنها اعتقلت ثلاثة جواسيس يعملون لحساب الموساد الإسرائيلي.
ولم يحدد البيان هويات هؤلاء الجواسيس، لكنه ذكر أنهم اعتقلوا في إقليم سيستان وبلوخستان بجنوب إيران.
وقبل أيام حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال عرض عسكري، إسرائيل من أيّ تحرك ضدّ إيران، وقال إنّ القوات المسلحة في بلاده ستستهدفها.
وقال رئيسي في كلمة بثها التلفزيون: "إذا قمتم بأدنى تحرك ضد شعبنا، فإن وجهة قواتنا المسلحة ستكون قلب النظام الصهيوني".
وتقول إسرائيل، إنها لن تقبل بأن تصبح إيران "دولة نووية" في الوقت الذي تحاول فيه طهران والدول الكبرى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.