استؤنفت الرحلات الجوية المباشرة، اليوم الجمعة، بين روسيا وجورجيا وسط احتجاجات وانتقادات لاذعة، وذلك بعد نحو أسبوع من رفع الكرملين بشكل غير متوقع حظرًا دام أربع سنوات على الرغم من العلاقات المتوترة بين البلدين.
فبعد ظهر اليوم الجمعة، قامت الشرطة في جورجيا بتفريق حشد من المحتجّين الذين تجمعوا أمام مطار تبليسي حيث كانت تحطّ طائرة قادمة من موسكو، في أول رحلة تصل من روسيا منذ يوليو/ تموز 2019، حاملين أعلامًا جورجية وأوكرانية ولافتات وشعارات تنتقد الكرملين وما وصفوه بسياسة الحكومة الجورجية الحالية تجاه روسيا.
ويأتي استئناف حركة الطيران، في وقت يدخل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا عامه الثاني، حيث ألغت معظم الشركات الغربية رحلاتها الى روسيا.
ترحيب وامتعاض
في هذا الإطار، غرّدت رئيسة جورجيا الموالية للغرب سالومي زورابيشفيلي على تويتر كاتبةً: "رغم معارضة الشعب الجورجي، هبطت روسيا برحلتها غير المرحب بها في تبليسي".
وكانت السلطات الروسية، قد حظرت الطيران مع جورجيا ردًا على تظاهرات مناهضة لموسكو في تبليسي عام 2019.
من جهته، رحب رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي غاريباتشفيلي باستئناف الرحلات الجوية، معتبرًا أنه قرار "إيجابي" من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الحكومة اتهامات متزايدة بالتعاون بشكل ضمني مع الكرملين، التي تشدد على أنها بحاجة للحفاظ على علاقات اقتصادية مع روسيا.
وتتزايد المشاعر المناهضة لروسيا في جورجيا التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي السابق، لا سيما بعد اجتياح روسيا لهذا البلد في 2008 عقب سنوات من التوتر بسبب تطلعات تبليسي الأوروبية.
قرارات روسية مفاجئة
وبالإضافة إلى استئناف الرحلات، أصدرت روسيا مرسومًا رئاسيًا بإلغاء نظام التأشيرات مع جورجيا، سيتمكن بموجبه المواطنون الجورجيون من دخول روسيا والإقامة فيها بدون تأشيرة لمدة تقل عن 90 يومًا، باستثناء الإقامات لأسباب مهنية.
ورغم الاعتراضات، من المرتقب أن تقلع طائرة تابعة للخطوط الجوية الجورجية الى موسكو يوم غد السبت.
هذا وأوقفت الشرطة المنتشرة في المكان 6 متظاهرين على الأقل، بحسب إيلين خشتاريا زعيمة حزب "دروا" المعارض الذي دعا إلى التظاهر ضد هذه الخطوة.
الحرب الروسية الجورجية
يذكر أن حربًا اندلعت بين جورجيا وروسيا عام 2008، أدت إلى اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتين انفصاليتين مواليتين لروسيا، أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتان انفصلتا عن جورجيا عام 1992.
ففي السابع من أغسطس/ آب عام 2008، شنّت القوات الروسية غزوًا بريًا، وبحريًا، وجويًا ضدّ جورجيا، ما خلّف دمارًا كبيرًا في المباني والممتلكات وأدى إلى تشريد 200 ألف شخص، ومقتل 200 مواطن جورجي.
وقدمت جورجيا طلب انضمام رسمي الى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب كل من أوكرانيا، ومولدوفا، وذلك بعد اندلاع الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
