شدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، على أن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى مرفوضة، وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير.
وصباح الأحد، اقتحم مئات المستوطنين، المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط تصدي المرابطين بالتكبيرات والهتافات.
ونفذت مجموعات كبيرة للمستوطنين اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى بالزي الكهنوتي، وأدوا جولات استفزازية وطقوًسا تلمودية في باحاته، وبلغ عددهم حتى اللحظة 912 مستوطنًا.
"تصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة"
واعتبر أبو ردينة في بيان اليوم الأحد أن "الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين في شهر رمضان المبارك هي إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية".
وحمل الناطق باسم الرئاسة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء استمرار ارتكاب الجرائم وتدنيس المقدسات.
مئات المستوطنين يقتحمون باحات #المسجد_الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية #فلسطين pic.twitter.com/9U0BO1a6pP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2023
فقد أكد على أن تحدي الاحتلال لأبناء الشعب الفلسطيني لن يثني من عزيمته، وسيبقى صامدًا مدافعًا عن أرضه ومقدساته مهما كان الثمن، وأن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وكل الإجراءات الإسرائيلية والدعم الأميركي لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار.
خرق للوضع التاريخي والقانوني
بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بما يمثل خرقًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد، وانتهاكًا لحرمة الأماكن المقدسة.
وشدد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي، على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة الوحيدة المخولة، وصاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد، وتنظيم الدخول إليه، والقادرة على ضمان أمنه، إذا ما أوقفت إسرائيل اعتداءاتها، ورفعت القيود التي تفرضها عليها وعلى طاقمها، واحترمت الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات وحق المصلين في العبادة.
دانت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين الاقتحامات المكثفة للمسجد #الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وبما يمثل خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة. pic.twitter.com/TLXE25KRhG
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) April 9, 2023
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم، إن لم توقف اقتحاماتها للأقصى والتضييق على المصلين في هذه الأيام المباركة.
وأعاد التأكيد على وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقًا للقانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وخاصة المسجد الأقصى، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، أو المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى.
الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي ليومين
وفي سياق متصل، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عن إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين، ليومين اعتبارًا من اليوم الأحد، بحجة الأعياد اليهودية.
واستنكر مدير عام أوقاف الخليل الحاج نضال محمد أمين الجعبري، إغلاق المسجد، معتبرًا ذلك تعديًا سافرًا على حرمة الحرم، واعتداء استفزازيًا على حق المسلمين في الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم.
وطالب الجعبري المجتمع الدولي بشكل عام والدول الإسلامية والعربية والمؤسسات التي لها علاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها "اليونسكو"، بوضع قراراتها موضع التنفيذ، لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
الاحتلال يشدد من إجراءاته في محيط نابلس
وفي الضفة الغربية، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، من إجراءاتها العسكرية في محيط نابلس (شمال).
وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز صرة بالبوابة الحديدية، كما أغلقت بوابة تل غرب نابلس.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على حواجز حوارة جنوب نابلس، وبيت فوريك شرقا، و"شافي شمرون" غرًبا، وحاجز الـ"17" قرب عصيرة الشمالية شمالًا، حيث تقوم بتفتيش المركبات بشكل عشوائي، والتدقيق في هويات المواطنين.
وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال نصبت حاجزًا طيارًا على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وتقوم بالتفتيش العشوائي للخارجين من البلدة، كما نصبت حاجزًا قرب المسعودية على الطريق الواصل بين جنين ونابلس.
في غضون ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد، الموقع الأثري في بلدة سبسطية، شمال غرب نابلس.
وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت الموقع الأثري وأغلقته أمام حركة المواطنين ومنعت التنقل إليه؛ وذلك تمهيدًا لاقتحام المستوطنين للموقع.
كما هاجم مستوطنون، بعد منتصف الليلة الماضية (السبت)، مساكن المواطنين في تجمع عين الحلوة في الأغوار الشمالية.
وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت مساكن المواطنين في تجمع عين الحلوة واعتدت على ممتلكاتهم، ودمرت وحدتين للخلايا الشمسية تعودان للمواطن ساطي عليان دراغمة، بحماية جيش الاحتلال والشرطة.