الأحد 17 نوفمبر / November 2024

وسط القتل والدمار والنزوح.. رمضان بلا بهجة في غزة

وسط القتل والدمار والنزوح.. رمضان بلا بهجة في غزة

شارك القصة

يحل شهر رمضان على أهالي غزة وسط نقص المواد الغذائية والمساعدات - الأناضول
يحل شهر رمضان على أهالي غزة وسط نقص المواد الغذائية والمساعدات - الأناضول
لا تملك عوائل غزة أي شيء لإعداد أول إفطار في شهر يحييه المسلمون عادة بالعبادة والزينة وموائد الأطعمة الشهية في أجواء من البهجة.

يمر رمضان هذا العام على أهالي قطاع غزة في ظل ظروف إنسانية قاسية، وحالة من الحزن تخيم على العوائل التي فقدت أقاربها جراء العدوان الإسرائيلي الذي خلّف أكثر من 30 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ولا تملك عوائل غزة أي شيء لإعداد أول إفطار في شهر يحييه المسلمون عادة بالعبادة والزينة وموائد الأطعمة الشهية في أجواء من البهجة.

فهذا العام، تلقي الحرب في غزة بظلالها على جزء كبير من المسلمين اقتصاديًا ومعنويًا، وخصوصًا في الدول المجاورة لإسرائيل.

"نحاول صنع الفرح لأطفالنا"

وتقول نيفين السكسك النازحة من جباليا إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة: رمضان "حزين.. لكننا نحاول أن نصنع الفرح لأطفالنا".

وأمام خيمة ضيقة من القماش مكسوة بالنايلون بالقرب من سور مدرسة تابعة للأمم المتحدة لإيواء النازحين في مخيم رفح، تداعب نيفين طفلتها التي حملت فانوس رمضان ملونًا اشتراه زوجها من بسطة قريبة يكاد يقترب منها بضعة مشترين.

وقالت نيفين (26 عامًا) وهي أم لطفلتين أنجبت إحداهما في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت في خيمة في رفح: "نحاول أن نصنع الفرح لأطفالنا بالفوانيس لأنه لا ذنب لهم بالرغم من أنه لا يوجد لدينا طعام للإفطار أو السحور ولا أعلم إذا كنا سنعثر على شيء".

وأضافت السيدة التي نزحت مع عائلتها إلى رفح قبل ثلاثة أشهر: "قصفوا بيتنا (...) وعانينا كثيرًا".

ومضت تقول: "ليس بوسعنا أن نفرح بقدوم رمضان. لدينا شهداء وجرحى قلوبنا تحرق عليهم وأهلنا بعيدون"، معبرة عن أملها في أن يأتي رمضان "ونحن بخير وسلامة".

"سيأتي رمضان ونحن في حرب وقهر ومجاعة"

ومازالت تجري مباحثات أملا في وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع في غزة، والذي سيعيد إدخال المساعدات بكثافة إلى القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.

وتشير نيفين إلى أنهم يحضرون الطعام على نار موقد حطب ولا توجد أدوات للطبخ، مبينة أن "كل شيء ثمنه غال ولا يوجد مزاج لاستقبال رمضان مثل السابق".

ويوافقها زوجها ياسر ريحان (26 عامًا) الرأي قائلًا: "سيأتي رمضان ونحن في حرب وقهر ومجاعة ولا يوجد طعام أو شراب (...) نعاني اليوم من كل شيء".

لا تملك عوائل غزة أي شيء لإعداد أول إفطار في شهر رمضان - الأناضول

لا تملك عوائل غزة أي شيء لإعداد أول إفطار في شهر رمضان - الأناضول

وأمام تدهور الوضع الإنساني الكارثي حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة "شبه حتمية" تهدّد 2,2 مليون من أصل 2,4 مليون شخص عدد سكان القطاع الذي تصله مساعدات شحيحة جدًا مقارنة بالاحتياجات الهائلة، ما دفع بعض الدول إلى إلقاء مساعدات إنسانية من الجو.

ولا شيء يضاهي الدمار والحرمان في غزة، حيث الأحياء مدمرة والأطفال يتضورون جوعًا والمقابر الجماعية محفورة في الرمال.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 30800 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينما بلغت الإصابات 72298 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.

ولا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، بسبب منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close