الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

وسط انقسام وتوتر ومنافسة محتدمة.. الأميركيون يختارون رئيسهم الجديد

وسط انقسام وتوتر ومنافسة محتدمة.. الأميركيون يختارون رئيسهم الجديد

شارك القصة

تظهر آخر استطلاعات للرأي تعادلًا شبه تام بين المرشحين دونالد ترمب وكامالا هاريس في الولايات السبع الحاسمة
تظهر آخر استطلاعات للرأي تعادلًا شبه تام بين المرشحين دونالد ترمب وكامالا هاريس في الولايات السبع الحاسمة - رويترز
أدلى أكثر من 85 مليون أميركي بأصواتهم بالاقتراع المبكر وقد تستغرق عمليات فرز الأصوات ساعات أو أيامًا وصولًا إلى إعلان الفائز بين ترمب وهاريس.

في يوم انتخابي طويل، يدلي عشرات ملايين الأميركيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم المقبل ما بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، في انتخابات تجري وسط توتر وانقسام شديدين وتنطوي على رهانات كبرى للولايات المتحدة ولباقي العالم.

ومن نيويورك إلى لوس أنجلوس، ومن الغرب الأوسط إلى فلوريدا، وقف الناخبون في صفوف انتظار طويلة أمام مراكز الاقتراع.

النداء الأخير

وفي نداء أخير إلى الناخبين، أعلنت نائبة الرئيس (60 عامًا) التي قد تصبح في حال فوزها أول امرأة على رأس أكبر قوة في العالم، "أشجع الجميع على الخروج والإدلاء بأصواتهم".

في المقابل، أكّد خصمها الجمهوري أنه "واثق للغاية" من الفوز، بعد الإدلاء بصوته في وست بالم بيتش قرب مقر إقامته في ولاية فلوريدا. وتعهد الرئيس السابق البالغ 78 عامًا بالإقرار بهزيمته في حال خسر "إذا كانت الانتخابات عادلة". 

وكان قبل ذلك نشر مقطع فيديو يبدأ بمشاهد يظهر فيها علم أميركي ممزقا ومهاجرون يتدفقون إلى الحدود ومسلحون، تتباين مع صور عمال وعمال مناجم وشرطيين وناشطين خلال تجمعاته الانتخابية.

منافسة شرسة

وأدلى أكثر من 85 مليون أميركي بأصواتهم بالاقتراع المبكر، وتستحيل معرفة إن كانت عمليات فرز الأصوات ستستغرق ساعات أو أيامًا وصولًا إلى إعلان الفائز بين مرشحين على طرفي نقيض تمامًا.

وتعكس الجماهير التي شاركت في الأسابيع الأخيرة في مهرجانات المرشحين الانتخابية، رؤيتين لا تلتقيان، وكل منهما على ثقة بأن الأخرى ستقود البلاد إلى الهاوية.

ووصفت هاريس، المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا خصمها بأنه "فاشي"، فيما ردد رجل الأعمال السابق أنها "حمقاء" وسوف "تدمر" البلاد.

أيًا كان الفائز، فإن النتيجة ستكون تاريخية. فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة في البيت الأبيض أو مرشحًا شعبويًا مدانًا في قضايا جنائية ومستهدفًا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.

وتظهر آخر استطلاعات للرأي تعادلًا شبه تام بين المرشحين في الولايات السبع الحاسمة التي ستمنح أحدهما في ظل نظام الاقتراع العام غير المباشر، العدد الكافي من الناخبين الكبار لبلوغ عتبة 270 من أصل 538 عضوًا في الهيئة الناخبة والفوز بالبيت الأبيض.

ملف الإجهاض قد يرجح الكفة لهاريس

وفي سعيها لإقناع الناخبين في حملة قصيرة اقتصرت على ثلاثة أشهر، ركزت هاريس رسالتها على حماية الديمقراطية وحق النساء في الإجهاض، متوجهة بذلك إلى النساء وإلى الجمهوريين المعتدلين.

ويعتبر الباحث السياسي المختص في الشأن الأميركي إيريك هام في حديث إلى التلفزيون العربي في استوديوهات واشنطن أن موقف هاريس من قضية الإجهاض قد يؤدي لنتائج إيجابية للمرشحة الديمقراطية في عدد من الولايات مثل أوكلاهوما وكانسس، مشيرًا إلى أهمية أصوات النساء في هذه الانتخابات.

من جهته، يرى رئيس مركز المصلحة الوطنية في واشنطن خالد صفوري أن الديمقراطيين لعبوا الورقة بطريقة صحيحة حيث استخدموا قضية الإجهاض، حيث تخشى الكثير من النساء من أن فوز ترمب سيدفع الكثير من الولايات لاتخاذ إجراءات أكثر تشددًا في هذا الملف.

ويلفت في حديث من استوديو التلفزيون العربي في واشنطن إلى أن الكثير من النساء يريدن الاحتفاظ بالحق في الإجهاض.

ويشير صفوري إلى أن الأمر لا يقتصر على النساء الشابات حيث تريد النساء فوق الستين أن يجنبن أحفادهن وهي معركة خضنها في السبعينيات.  

وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في جامعة هاورد في واشنطن المخصصة للطلاب السود عمومًا، والتي تلقت دروسها العليا فيها.

أما دونالد ترمب الذي خرج من البيت الأبيض عام 2021 وسط الفوضى بعدما نجا من آليتي عزل في الكونغرس، فعاد إلى الخطاب الذي اعتمده في 2016 و2020، فقدم نفسه على أنه مرشح معارض لمؤسسات الحكم وقريب من الشعب، قادر وحده على إنقاذ بلد يدمره على حد قوله المهاجرون والتضخم المتفاقم. وهو سيقضي الأمسية الانتخابية في بالم بيتش.

قلق من القادم

ويطوي هذا اليوم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة وفي طليعتها تعرض ترمب لمحاولتي اغتيال وانسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحل مكانه هاريس.

ولا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترّمب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع عبر آلات التصويت.

وقدّم المعسكران من الآن عشرات الشكاوى القضائية فيما يخشى ثلثا الأميركيين اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع. وأحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع نشر مسيرات وقناصة على الأسطح.

وحذّر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) صباح الثلاثاء من مقاطع فيديو زائفة تنتشر وتشكك في نزاهة عمليات الاقتراع.

وفي العاصمة الفدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديد حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير من المتاجر في وسط المدينة ألواحًا خشبية لحماية واجهاتها.

فمشاهد السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 لا تزال مطبوعة في الأذهان عندما اقتحم مناصرون لترمب مقر الكونغرس لمنع المصادقة على النتائج.

ووضع ترمب منذ الآن الأسس للطعن مجددًا في الانتخابات، فاتهم الديمقراطيين بـ"الغش" وشكك في نزاهة آلات التصويت. وقال الديمقراطيون إنهم "يتوقعون" أن يعلن ترمب فوزه بشكل مبكر مثلما فعل في 2020.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي- وكالات
Close