وصلت المجاعة في قطاع غزة مستوى كارثيًا، وتوالت التحذيرات الأممية من مخاطرها على الأهالي المحاصرين، بمن فيهم الأطفال الذين يفتقدون إلى أبسط المواد الغذائية الأساسية، في ظل إغلاق جميع منافذ وصول المساعدات الإنسانية.
في ظل ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 8000 طفل دون الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 1600 طفل يعانون من سوء تغذية حاد.
مخاطر الإصابة بسوء التغذية
ويشار إلى أنه غالبًا ما يرتبط سوء التغذية الحاد بمضاعفات طبية، وهو سبب رئيسي لوفيات الأطفال، كما تقول الصحة العالمية إنها سجلت 32 وفاة، بسبب سوء التغذية في غزة، منها 28 تعود إلى أطفال دون سن الخامسة.
وتوضح المنظمة الدولية، أنه بسبب انعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول، لا يمكن تشغيل سوى مركزين لتحقيق الاستقرار للمرضى الذين يعانون سوء التغذية الحاد.
وأدى عدم قدرة المنظمة على تقديم الخدمات الصحية بأمان إلى الافتقار إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وإلى زيادة كبيرة في مخاطر إصابة الأطفال بسوء التغذية.
أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، فقال إنه من المتوقع أن يواجه نصف سكان غزة، أي أكثر من مليون الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/ تموز المقبل.
المجاعة تهدد الأطفال في غزة
وفي هذا الإطار، أوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، أن سوء التغذية يتم تشخيصه من قبل مختصين تابعين لليونيسف ويقومون بمسوح لكي يروا ما هي التأثيرات البدنية التي تتمخض عن هذا المرض.
وفي حديث لـ"العربي" من جنيف، أضافت هاريس أن 30% من عشرات الآلاف من الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، معتبرة أن هذا رقم هائل.
وفيما أشارت إلى أنه تم الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المرض لم يكن متفشيًا في غزة قبل هذا النزاع، لفتت هاريس إلى أن البعض توفي بعد أن وصلوا إلى المستشفى.
وقالت هاريس: "ما لا نعرفه هو عدد الذين يموتون في معسكرات غير رسمية، حيث إن الكثير منهم لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، ناهيك عن أن الكثير منها لا توفر فيها الخدمات اللازمة".
وأردفت أن هناك جهودًا استثنائية من قبل العاملين في الحقل الطبي الفلسطيني وأيضًا منظمة الصحة العالمية ومركز ناصر الطبي الذي يعمل على توفير الخدمات التي كان يديرها في السابق بعد أن دُمر بسبب الأعمال العدائية.
لكنها أشارت إلى أن الناس لا يستطيعون أن يصلوا إلى مستشفى ناصر، بسبب القصف الإسرائيلي والدمار الذي حل بالشوارع.
ولتجنب وقوع كارثة المجاعة في غزة، رأت هاريس أن الحل الأمثل هو التوصل إلى وقف إطلاق النار فورًا، بالإضافة إلى توفير المواد اللازمة للحياة لقطاع غزة.