أعلنت باكو أنها ستواصل ما تسميه "إجراءات مكافحة الإرهاب" في ناغورني كاراباخ "حتى النهاية" ما لم تستسلم الوحدات العسكرية الأرمينية وتسلم أسلحتها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان اليوم الثلاثاء.
وأضافت أن "الرئاسة مستعدة للقاء مع ممثلي الأرمن الذين يسيطرون على الجيب الجبلي الانفصالي داخل أذربيجان".
وقالت: "غير أنه لكي تتوقف إجراءات مكافحة الإرهاب، يجب على التشكيلات العسكرية الأرمينية غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، ويجب عليها تسليم جميع الأسلحة، ويجب حل النظام غير القانوني... وإلا فإن إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية".
واليوم الثلاثاء، أعلنت أذربيجان أنها أطلقت "عمليات لمكافحة الإرهاب" تستهدف عدة مواقع عسكرية منطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها.
فرنسا تدعو إلى اجتماع عاجل للأمم المتحدة
في غضون ذلك، دعت فرنسا الثلاثاء إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، بينما قالت الولايات المتحدة إنها تتواصل دبلوماسيًا، بعد أن شنت أذربيجان عملية عسكرية في منطقة ناغورني كاراباخ.
ودعت فرنسا مجلس الأمن إلى الاجتماع لبحث الأزمة، وهو ما يأتي في الوقت الذي يجتمع فيه الزعماء لحضور الجمعية العامة السنوية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "لا توجد ذريعة تبرر مثل هذا الإجراء الأحادي الجانب".
وقالت: إن العملية "تهدد آلاف المدنيين المتضررين بالفعل من الحصار غير القانوني المستمر منذ شهر، والذي يتعارض مع جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض".
من جانبه، يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاتصال بأطراف القتال في ناغورني كاراباخ لإنهاء عملية وصفها بأنها "فظيعة"، حسبما أعلن مسؤول أميركي.
وقال مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس": إن واشنطن "كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى" بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الإثنين، مضيفًا: "يجعل ذلك هذا الحدث فظيعًا ومروّعًا بشكل خاص".
دعوات لوقف "إراقة الدماء"
وفي سياق المواقف الدولية، دعت روسيا أذربيجان وأرمينيا إلى "وقف إراقة الدماء" في ناغورني كاراباخ والعودة إلى "التسوية السلمية"، فيما دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أذربيجان إلى وقف عمليتها العسكرية.
من جانبها، نددت أرمينيا بما أسمته "عدوانًا واسع النطاق"، معتبرة أن هدف باكو من ذلك هو "التطهير العرقي" في المنطقة.
وبعد ساعات من شنّ باكو عملية عسكرية على الجيب الانفصالي، دعت السلطات في ناغورني كاراباخ الثلاثاء أذربيجان إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات.
وقالت وزارة الخارجية في الجيب الانفصالي على منصة "إكس" إن "جمهورية آرتساخ"، وهو الاسم الذي يطلقه الأرمن على ناغورني كاراباخ، "تدعو الجانب الأذربيجاني إلى وقف إطلاق النار فورًا والجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية "لتحرير أراضيه المحتلة" في كاراباخ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يومًا، توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.
وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع يوليو/ تموز، بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما تسبب في نقص كبير في الإمدادات. وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين، خصوصًا في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود.
